كانت فضل جارية مولّدة من
مولّدات البصرة، و كانت أمها من مولّدات اليمامة. بها ولدت، و نشأت في دار رجل من
عبد القيس، و باعها بعد أن أدّبها و خرّجها، فاشتريت و أهديت إلى المتوكل. و كانت
هي تزعم أن الّذي باعها أخوها، و أن أباها وطئ أمها فولدتها منه، فأدّبها و خرّجها
معترفا بها، و أنّ بنيه من غير أمها تواطئوا على بيعها و جحدها، و لم تكن تعرف بعد
أن أعتقت إلا بفضل العبدية. و كانت حسنة الوجه و الجسم و القوام، أديبة فصيحة
سريعة البديهة، مطبوعة في قول الشعر. و لم يكن في نساء زمانها أشعر منها.
كانت تجلس للرجال و
يجيبها الشعراء
أخبرني محمد بن خلف بن
المرزبان، قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر، قال: كانت فضل الشاعرة لرجل من النخّاسين
بالكرخ يقال له: حسنويه، فاشتراها محمد بن الفرج أخو عمر بن الفرج الرّخّجيّ، و
أهداها إلى المتوكل، فكانت تجلس للرجال، و يأتيها الشعراء، فألقى عليها أبو دلف
القاسم بن عيسى:
حدّثني عمّي و محمد بن خلف،
قالا: حدثنا أبو العيناء، قال: لما دخلت فضل الشاعرة على المتوكل يوم أهديت إليه
قال لها: أشاعرة أنت؟ قالت: كذا زعم من باعني و اشتراني، فضحك و قال: أنشدينا شيئا
من شعرك فأنشدته: