responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 19  صفحه : 160

و استحسنّا غناءها و خاطبناها بالاستحسان، و ألحّ عبد اللّه بن العبّاس من بيننا بالاقتراح عليها و المزاح معها و النّظر إليها، فقال له أبو عيسى: عشقتها و حياتي يا عبد اللّه، قال: لا و اللّه/ يا سيّدي و حياتك ما عشقتها، و لكني استحسنت [1] كلّ ما شاهدت منها من منظر و شكل و عقل و عشرة و غناء، فقال له أبو عيسى: فهذا و اللّه هو العشق و سببه، و ربّ جدّ جرّه اللّعب. و شربنا، فلما غلب النّبيذ على عبد اللّه غنّى أهزاجا قديمة و حديثة، و غنّى فيما غنّى بينهما هزجا في شعر قاله فيها لوقته، فما فطن له إلا أبو عيسى و هو:

صوت‌

نطق السّكر بسرّي فبدا

كم يرى المكتوم يخفى لا يضح‌

سحر عينيك إذا مارنتا

لم يدع ذا صبوة أو يفتضح‌

ملكت قلبا [2] فأمسى غلقا

عندها صبّا بها لم يسترح‌

بجمال و غناء حسن‌

جلّ عن أن ينتقيه المقترح‌

أورث القلب هموما و لقد

كنت مسرورا بمرآه فرح‌

و لكم مغتبق همّا و قد

بكر [3] اللّهو بكور المصطبح‌

- الغناء لعبد اللّه بن العبّاس هزج- فقال له أبو عيسى: فعلتها و اللّه يا عبد اللّه، و طار/ طربا [4]، و شرب على الصّوت و قال له: صحّ و اللّه قولي لك في عساليج، و أنت تكابرني حتّى فضحك السّكر. فجحد، و قال: هذا غناء كنت أرويه، فحلف أبو عيسى أنه ما قاله و لا غنّاه إلا في يومه، و قال له: احلف بحياتي أنّ الأمر ليس هو كذلك، فلم يفعل، فقال له أبو عيسى: و اللّه لو كانت لي لوهبتها لك، و لكنها لآل يحيى بن معاذ، و اللّه لئن باعوها لأملّكنّك إيّاها و لو بكلّ ما أملك، و و حياتي لتنصرفنّ قبلك إلى منزلك، ثم دعا بحافظتها و خادم [5] من خدمه، فوجّه بها معهما إلى منزله. و التوى عبد اللّه قليلا و تجلّد، و جاحدنا أمره ثم انصرف.

اشترت عمته عساليج ثم وهبتها له‌

و اتّصل الأمر بينهما بعد ذلك، فاشترتها عمّته رقيّة بنت الفضل بن الرّبيع من آل يحيى بن معاذ، و كانت عندهم حتى ماتت.

فحدّثني جعفر بن قدامة بن زياد عن بعض شيوخه- سقط عني اسمه- قال: قالت بذل الكبيرة لعبد اللّه بن العبّاس: قد بلغني أنك عشقت جارية يقال لها عساليج فاعرضها عليّ، فإمّا أن عذرتك و إمّا أن عذلتك، فوجّه إليها فحضرت، و قال لبذل: هذه هي يا ستي فانظري و اسمعي، ثم مريني بما شئت أطعك، فأقبلت عليه عساليج و قالت:

يا عبد اللّه أ تشاور فيّ؟ فو اللّه ما شاورت لمّا صاحبتك، فنعرت [6] بذل و صاحت: إيه، أحسنت و اللّه يا صبيّة، و لو لم‌


[1] ف «استملحت».

[2] مي، مد، التجريد «قلبي». و في ف «ملكت كفي».

[3] ف:

« لكم مقترح هما و قد

باكر ...»

. [4] ف «و نقر طربا».

[5] ف «ثم دعا حافظتها و خادما».

[6] نعرت: صاحت و صوتت بخيشومها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 19  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست