زهير بن جناب بن هبل بن
عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب
بن وبرة بن تغلب [2] بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
شاعر جاهليّ، و هو أحد
المعمّرين، و كان سيّد بني كلب و قائدهم في حروبهم؛ و كان شجاعا مظفّرا ميمون
النّقيبة في غزواته، و هو أحد من ملّ عمره فشرب الخمر صرفا حتى قتلته.
و لم يوجد شاعر في
الجاهليّة و الإسلام ولد من الشّعراء أكثر ممّن ولد زهير، و سأذكر أسماءهم و شيئا
من شعرهم بعقب ذكر خبره إن شاء اللّه تعالى.
سبب غزوة غطفان
قال ابن الأعرابيّ: كان
سبب غزوة زهير بن جناب غطفان أنّ بني بغيض حين خرجوا من تهامة ساروا بأجمعهم،
فتعرّضت لهم صداء و هي قبيلة من مذحج؛ فقاتلوهم و بنو بغيض سائرون بأهليهم و
نسائهم و أموالهم، فقاتلوا عن حريمهم فظهروا على صداء فأوجعوا فيهم و نكئوا [3]؛ و
عزّت بنو بغيض بذلك و أثرت و أصابت غنائم؛ فلمّا رأوا ذلك قالوا: أما و اللّه
لنتّخذنّ حرما مثل حرم مكة لا يقتل صيده، و لا يعضد شجره، و لا يهاج عائذه [4]،
فوليت ذلك بنو مرّة بن عوف.
ثمّ كان القائم على أمر
الحرم و بناء حائطه رياح بن ظالم، ففعلوا ذلك و هم/ على ماء لهم يقال له بسّ [5].
و بلغ فعلهم و ما أجمعوا
عليه زهير بن جناب و هو يومئذ سيّد بني كلب؛ فقال: و اللّه لا يكون ذلك أبدا و أنا
حيّ، و لا أخلّي غطفان تتّخذ حرما أبدا.
قتل فارسهم الأسير و ردّ
نساءهم و قال شعرا في ذلك.
فنادى في قومه فاجتمعوا
إليه فقام فيهم، فذكر حال غطفان و ما بلغه عنها؛ و أنّ أكرم مأثرة يعتقدها هو و قومه
أن يمنعوهم من ذلك و يحولوا بينهم و بينه، فأجابوه، و استمدّ بني القين من جشم [6]
فأبوا أن يغزوا معه، فسار في
[1]
جاءت هذه الترجمة في الجزء الحادي و
العشرين، و موضعها هنا وفقا لما جاء في ف و غيرها من المخطوطات الموثوقة.