فأقبل عمير يخطر، فخرج من
قرقيسيا يتطرّف [4] بوادي كلب، فيغير عليها و على من أصاب من قضاعة و أهل اليمن، و
يخصّ كلبا و معشر تغلب [5]، قبل أن تقع الحرب بين قيس و تغلب، فجعل أهل البادية
ينتصفون من أهل القرار [6] كلّهم. فلما رأت كلب ما لقي أصحابهم، و أنهم لا يمتنعون
من خيل الحاضرة، اجتمعوا إلى حميد بن حريث بن بحدل، فسار بهم حتى نزل تدمر، و به
بنو نمير، و قد كان بين النّميريّين خاصة و بين الكلبيّين الذين بتدمر عقد مع ابن
بحدل بن بعّاج الكلبيّ، فأرسلت بنو نمير رسلا إلى حميد يناشدونه الحرمة، فوثب
عليهم/ ابن بعّاج الكلبيّ فذبحهم، و أرسلوا إليهم: إنّا قد قطعنا الّذي بينا و
بينكم، فالحقوا بما يسعكم من/ الأرض، فالتقوا فقتل ابن بعّاج و ظفر بالنّميريّين
فقتلوا قتلا ذريعا و أسروا [7]، فقال راعي الإبل في قتل ابن بعّاج و لم يذكر غيره
من الكلبيّين: