/ قال: فطرب جرير حتى بكى و جعل يزحف إليه حتى لصقت
ركبته بركبته و قال: أشهد أنك تحسّنه و تجوّده، فأعطاه من شعره ما أراد، و وصله
بدنانير و كسوة.
حدّثني أحمد بن عبد
العزيز، قال: حدثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثني أبي، قال: قال الهيثم بن عديّ:
لقيت أشعب فقلت له: كيف
ترى أهل زمانك هذا؟ قال: يسألون عن أحاديث الملوك و يعطون إعطاء العبيد.
أشعب و أم عمر بنت
مروان
حدّثني أحمد، قال: حدّثني
محمد بن القاسم، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: أخبرنا مصعب، قال:
حجّت أم عمر بنت مروان
فاستحجبت [2] أشعب و قالت له: أنت أعرف الناس بأهل المدينة، فأذن لهم على مراتبهم،
و جلست لهم مليّا، ثم قامت فدخلت القائلة، فجاء طويس فقال لأشعب: استأذن لي على أم
عمر، فقال:
ما زالت جالسة و قد دخلت،
فقال له: يا أشعب ملكت يومين فلم تفتّ بعرتين و لم تقطع شعرتين، فدقّ أشعب الباب و
دخل إليها، فقال لها: أنشدك اللّه يا ابنة مروان، هذا طويس بالباب فلا تتعرّضي
للسانه و لا تعرّضيني، فأذنت له، فلما دخل إليها قال لها: و اللّه لئن كان بابك
غلقا لقد كان باب/ أبيك فلقا [3]، ثم أخرج دفّه و نقر به و غنّى:
ما تمنعي يقظي فقد
تؤتينه
في النوم غير مصرّد محسوب
كان المنى بلقائها
فلقيتها
فلهوت من لهو امرئ مكذوب
قالت: أيهما أحبّ إليك
العاجل أم الآجل؟ فقال: عاجل و آجل، فأمرت له بكسوة.
/ أخبرني
الجوهريّ، قال: حدّثني ابن مهرويه، عن أبي مسلم، عن المدائنيّ، قال:
حدّث رجل من أهل المدينة
أشعب بحديث أعجبه فقال له: في حديثك هذا شيء، قال: و ما هو؟ قال: تقليبه على
الرأس.
أشعب و الوليد بن يزيد
أخبرني الجوهريّ، قال:
حدّثني ابن مهرويه، قال: أخبرنا أبو مسلم، قال: حدثنا المدائنيّ، قال:
بعث الوليد بن يزيد إلى
أشعب بعد ما طلّق امرأته سعدة فقال له: يا أشعب، لك عندي عشرة آلاف درهم على أن
تبلّغ رسالتي سعدة، فقال له: أحضر المال حتى أنظر إليه، فأحضر الوليد بدرة فوضعها
أشعب على عنقه، ثم قال: هات رسالتك يا أمير المؤمنين، قال: قل لها: يقول لك: