responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 19  صفحه : 114

فقالوا: هذا بارد و لا حركة فيه، و لسنا نرضى، فلما رأيت دفعهم إياي و خفت ذهاب ما جعلوه لي رجعت فقلت: يا أبا عمر، آخر، فقال: ما لي و لك؟ فلم أملّكه كلامه حتى غنيت، فقال: ما أرى بأسا، فخرجت إليهم فأعلمتهم فقالوا: و أي شي‌ء غنيته؟ فقلت: غنّيته قوله:

لم يطيقوا أن ينزلوا و نزلنا

و أخو الحرب من أطاق النّزالا

فقالوا: ليس هذا بشي‌ء، فرجعت إليه فقال: مه، قلت: و آخر، فلم أملّكه أمره حتى غنيت:

غيّضن من عبراتهنّ و قلن لي:

ما ذا لقيت من الهوى و لقينا [1]

/ فقال: نهلا نهلا [2]، فقلت: لا و اللّه إلا بذاك السّداك، و فيه تمر عجوة من صدقة عمر فقال: هو لك، فخرجت به عليهم و أنا أخطر فقالوا: مه، فقلت: غنّيت الشيخ:

غيّضن من عبراتهنّ و قلن لي‌

................ .....

فطرب و فرض لي فأعطاني هذا، و كذبتهم، و اللّه ما أعطانيه إلا استكفافا حتى صمتّ.

/ قال ابن أبي سعد: السّداك: الزّبيل الكبير. و فرض لي أي نقّطني، يعني ما يهبه الناس للمغنّين و يسمّونه النّقط.

كانت له ألحان مطربة و شهد له معبد

حدّثني الجوهريّ، قال: حدثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثني قعنب بن المحرز، عن الأصمعيّ، قال:

حدّثني جعفر بن سليمان، قال:

قدم أشعب أيام أبي جعفر، فأطاف به فتيان بني هاشم و سألوه أن يغنّيهم فغنّى فإذا ألحانه مطربة [3] و حلقه على حاله، فقال له جعفر بن المنصور: لمن هذا الشعر و الغناء:

لمن طلل بذات الجي

ش أمسى دارسا خلقا؟

فقال له: أخذت الغناء عن معبد، و هو للدّلال، و لقد كنت آخذ اللحن عن معبد فإذا سئل عنه قال: عليكم بأشعب فإنه أحسن تأدية له مني.

أشعب يلازم جريرا و يغنيه في شعره‌

أخبرني محمد بن مزيد، قال: حدثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، عن عبد اللّه بن مصعب، قال:

قدم جرير المدينة، فاجتمع إليه الناس يستنشدونه و يسألونه عن شعره، فينشدهم و يأخذون عنه و ينصرفون، و لزمه أشعب من بينهم فلم يفارقه، فقال له جرير: أراك أطولهم جلوسا و أكثرهم سؤالا، و إني لأظنّك ألأمهم حسبا، فقال له: يا أبا حزرة، أنا و اللّه أنفعهم لك، قال: و كيف ذلك؟ قال: أنا آخذ شعرك فأحسّنه و أجوّده، قال:


[1] البيت لجرير في شرح ديوان جرير 578 ط الصاوي، و قبله:

إن الذين غدوا بلبك غادروا

و شلا بعينك ما يزال معينا

[2] ف، مد «مهلا مهلا». و النهل: ما أكل من الطعام.

[3] ف «ألحانه طربة».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 19  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست