responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 19  صفحه : 100

بين أشعب و ابنه‌

أخبرنا أحمد، قال: حدّثني محمد بن القاسم، قال: حدّثني عليّ بن محمد النوفليّ، قال: سمعت أبي يحكي عن بعض المدنيين، قال:

كبر أشعب فملّه الناس و برد عندهم، و نشأ ابنه فتغنّى و بكى و أندر [1]، فاشتهى الناس ذلك، فأخصب و أجدب أبوه، فدعاه يوما و جلس هو و عجوزه، و جاء ابنه و امرأته فقال له: بلغني أنك قد تغنّيت و أندرت و حظيت [2]، و أن الناس قد مالوا إليك فهلم حتى أخايرك [3]، قال: نعم، فتغنّى أشعب فإذا هو قد انقطع و أرعد، و تغنّى ابنه فإذا هو حسن الصوت مطرب، و انكسر أشعب ثم أندر فكان الأمر كذلك، ثم خطبا فكان الأمر كذلك، فاحترق أشعب فقام فألقى ثيابه، ثم قال: نعم، فمن أين لك مثل خلقي؟ من لك بمثل حديثي؟ قال: و انكسر الفتى، فنعرت [4] العجوز و من معها عليه.

حديثه عن وفاة بنت الحسين بن علي‌

أخبرني أحمد، قال: حدّثني عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد، قال: حدّثني عليّ بن الحسين [5] بن هارون، قال: حدّثني محمد بن عباد بن موسى، قال: حدّثني محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن سليمان و كان جارنا هنا، قال:

حدّثني محمد بن حرب الهلاليّ- و كان على شرطة محمد بن سليمان- قال:

دخلت على جعفر بن سليمان و عنده أشعب يحدّثه قال:

/ كانت بنت حسين بن عليّ عند عائشة بنت عثمان تربّيها حتى صارت امرأة، و حج الخليفة فلم يبق في المدينة خلق من قريش إلا وافى الخليفة إلا من لا يصلح لشي‌ء، فماتت بنت حسين بن عليّ، فأرسلت عائشة إلى محمد بن عمرو بن حزم و هو والي المدينة، و كان عفيفا حديدا [6] عظيم اللّحية، له جارية موكّلة بلحيته إذا ائتزر لا يأتزر عليها، و كان إذا جلس للناس جمعها ثم أدخلها تحت فخذه. فأرسلت عائشة: يا أخي قد ترى ما دخل عليّ من المصيبة بابنتي، و غيبة [7] أهلي و أهلها، و أنت الوالي، فأمّا ما يكفي النساء من النساء فأنا أكفيكه بيدي و عيني، و أما ما يكفي الرجال من الرجال فاكفنيه، مر بالأسواق أن ترفع، و أمر بتجويد عمل نعشها، و لا يحملها إلا الفقهاء الألبّاء من قريش بالوقار و السكينة، و قم على قبرها و لا يدخله إلا قرابتها من ذوي الحجا و الفضل، فأتى ابن حزم رسولها حين تغدّى و دخل ليقيل، فدخل عليه فأبلغه رسالتها، فقال ابن حزم لرسولها: أقرى‌ء ابنة المظلوم السّلام و أخبرها أني قد سمعت الواعية [8] و أردت الركوب إليها فأمسكت عن الركوب حتى أبرد، ثم أصلّي، ثم أنفّذ كلّ ما أمرت به. و أمر حاجبه و صاحب شرطته برفع الأسواق، و دعا الحرس و قال: خذوا السّياط حتى تحولوا بين‌


[1] أندر: أتى بنادر من قول أو فعل.

[2] ب «و خطبت».

[3] خايره في كذا: غالبه فغلبه و كان خيرا منه.

[4] نعرت العجوز: صاحت و صخبت.

[5] ب «علي بن الحسن».

[6] رجل حديد: فيه بأس و شدّة.

[7] ف «و نجيبة أهلي و أهلها».

[8] الواعية: الصراخ على الميت.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 19  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست