فلما انقضت عدّتها خطبها
الزّبير بن العوّام فتزوّجها، فلما ملكها قال: يا عاتكة، لا تخرجي إلى المسجد، و
كانت امرأة عجزاء بادنة .. فقالت: يا بن العوّام، أ تريد أن أدع لغيرتك مصلّى
صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم/ و أبي بكر و عمر فيه؟ قال: فإني لا
أمنعك، فلما سمع النداء لصلاة الصبح توضّأ و خرج، فقام لها في سقيفة بني ساعدة،
فلما مرّت به ضرب بيده على عجيزتها، فقالت: مالك قطع اللّه يدك! و رجعت، فلما رجع
من المسجد قال: يا عاتكة، ما لي لم أرك في مصلّاك؟ قالت: يرحمك اللّه أبا عبد
اللّه، فسد الناس بعدك، الصلاة اليوم في القيطون [3] أفضل منها في البيت، و في
البيت أفضل منها في الحجرة. فلما قتل عنها الزّبير بوادي السّباع رثته فقالت:
غدر ابن جرموز بفارس
بهمة
يوم اللقاء و كان غير معرّد
يا عمرو لو نبّهته
لوجدته
لا طائشا رعش اللّسان و لا اليد
هبلتك أمّك إن قتلت
لمسلما
حلّت عليك عقوبة المتعمّد
الحسين بن علي و عاتكة
فلما انقضت عدّتها تزوّجها
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام، فكانت أوّل من رفع خدّه من التراب-
صلّى اللّه عليه و آله و لعن قاتله و الرّاضي به يوم قتل- و قالت ترثيه: