responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 91

قوم المغيرة يلومونه في احتماله إياه‌

فنزل المغيرة و دخل القصر، فاستأذن عليه قومه، و دخلوا و لاموه/ في احتماله حجرا، فقال لهم: إني قد قتلته. قالوا: و كيف ذلك!؟ قال: إنه سيأتي أمير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها بما ترونه، فيأخذه عند أوّل وهلة فيقتله شرّ قتلة. إنه قد اقترب أجلي، و ضعف عملي، و ما أحبّ أن أبتدئ أهل هذا المصر بقتل خيارهم و سفك دمائهم، فيسعدوا بذلك و أشقى، و يعزّ معاوية في الدنيا و يذلّ المغيرة في الآخرة، سيذكرونني لو قد حرّبوا العمّال.

قال الحسن بن عقبة: فسمعت شيخا من الحيّ يقول: قد و اللّه جرّبناهم فوجدناه خيرهم.

زياد يذكره بصداقته و يحذره ما كان يفعل مع المغيرة

قال: ثم هلك المغيرة سنة خمسين، فجمعت الكوفة و البصرة لزياد، فدخلها، و وجّه إلى حجر فجاءه، و كان له قبل ذلك صديقا، فقال له: قد بلغني ما كنت تفعله بالمغيرة فيحتمله منك؛ و إني و اللّه لا أحتملك [1] على مثل ذلك أبدا، أ رأيت ما كنت تعرفني به من حبّ عليّ و ودّه، فإنّ اللّه قد سلخه من صدري فصيّره بغضا و عداوة، و ما كنت تعرفني به من بغض معاوية و عداوته فإنّ اللّه قد سلخه من صدري و حوّله حبّا و مودّة/ و إني أخوك الذي تعهد، إذا أتيتني و أنا جالس للناس فاجلس معي على مجلسي، و إذا أتيت و لم أجلس للناس فاجلس حتى أخرج إليك، و لك عندي في كل يوم حاجتان: حاجة غدوة، و حاجة عشيّة، إنك إن تستقم تسلم لك دنياك و دينك، و إن تأخذ يمينا و شمالا تهلك نفسك و تشط [2] عندي دمك، إني لا أحبّ التنكيل قبل التقدمة، و لا آخذ بغير حجّة، اللهم أشهد. فقال حجر: لن يرى الأمير منّي إلّا ما يحبّ، و قد نصح، و أنا قابل نصيحته.

ثم خرج من عنده، فكان يتّقيه و يهابه، و كان زياد يدنيه و يكرمه و يفضّله، و الشيعة تختلف إلى حجر و تسمع منه.

زياد ينذره قبل خروجه إلى البصرة

و كان زياد يشتو بالبصرة، و يصيف بالكوفة، و يستخلف على البصرة سمرة بن جندب، و على الكوفة عمرو بن حريث، فقال له عمارة بن عقبة: إنّ الشيعة تختلف إلى حجر، و تسمع منه، و لا أراه عند خروجك إلّا ثائرا، فدعاه زياد فحذّره و وعظه. و خرج إلى البصرة، و استعمل عمرو بن حريث، فجعلت الشيعة تختلف إلى حجر، و يجي‌ء حتى يجلس في المسجد فتجتمع إليه الشيعة، حتى يأخذوا ثلث المسجد أو نصفه، و تطيف بهم النظّارة، ثم يمتلئ المسجد، ثم كثروا، و كثر لغطهم، و ارتفعت أصواتهم بذمّ معاوية و شتمه و نقص [3] زياد. و بلغ ذلك عمرو بن حريث، فصعد المنبر، و اجتمع إليه أشراف أهل المصر فحثّهم على الطاعة و الجماعة. و حذّرهم الخلاف؛ فوثب إليه عنق [4] من أصحاب حجر يكبّرون و يشتمون، حتى دنوا/ منه، فحصبوه و شتموه حتى نزل و دخل القصر، و أغلق عليه بابه، و كتب إلى زياد بالخبر، فلما أتاه أنشد يتمثّل بقول كعب بن مالك:


[1] في م «احتمله».

[2] أشاط دمه: عرضه للقتل.

[3] في م «و قصف زياد»، و القصف معناه الكسر، يريد الانتقاص.

[4] العنق: الجماعة من الناس.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست