responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 84

عقد الرئاسة له‌

فقال: يا قوم، اعقدوا لأبي قيس بن الأسلت. فقال لهم أبو قيس: لا أقبل ذلك؛ فإني لم أرأّس على قوم في حرب قطّ إلّا هزموا و تشاءموا برياستي. و جعلوا ينظرون إلى حضير و اعتزاله أكلهم و اشتغاله بما هم فيه من أمر الحرب، و قد بدت خصيتاه من تحت البرد، فإذا رأى منهم ما يكره من الفتور و التخاذل تقلّصتا غيظا و غضبا، و إذا رأى منهم ما يحبّ من الجدّ و التشمير في الحرب عادتا لحالهما.

و أجابت إلى ذلك أوس مناة، و جدّوا في الموازرة و المظاهرة. و قدمت مزينة على الأوس، فانطلق حضير و أبو عامر الراهب بن صيفيّ إلى أبي قيس بن الأسلت، فقالا: قد جاءتنا مزينة، و اجتمع إلينا من أهل يثرب ما لا قبل للخزرج به، فما الرّاي إن نحن ظهرنا عليهم: الإنجاز أم البقيّة؟ فقال أبو قيس: بل البقيّة، فقال أبو عامر:

و اللّه لوددت أنّ مكانهم ثعلبا ضبّاحا [1]. فقال أبو قيس: اقتلوهم حتى يقولوا: بزا بزا [2]- كلمة كانوا يقولونها إذا غلبوا- فتشاجروا في ذلك، و أقسم حضير ألّا يشرب الخمر أو يظهر و يهدم مزاحما أطم عبد اللّه بن أبيّ.

حضير الكتائب يقسم على هدم مزاحم أطم عبد اللّه بن أبيّ‌

فلبثوا شهرين يعدّون و يستعدّون، ثم التقوا ببعاث، و تخلّف عن الأوس بنو حارثة بن الحارث، فبعثوا إلى الخزرج: إنّا و اللّه ما نريد قتالكم./ فبعثوا إليهم أن ابعثوا إلينا برهن منكم يكونون في أيدينا، فبعثوا إليهم اثني عشر رجلا، منهم خديج، أبو رافع بن خديج.

و بعاث: من أموال بني قريظة، فيها مزرعة يقال لها قورى؛ فلذلك تدعى بعاث الحرب [3].

حشد القوات‌

و حشد الحيّان فلم يتخلف عنهم إلّا من لا ذكر له. و لم يكونوا حشدوا قبل ذلك في يوم التقوا فيه، فلما رأت الأوس الخزرج أعظموهم، و قالوا لحضير: يا أبا أسيد، لو حاجزت/ القوم، و بعثت إلى من تخلّف من حلفائك من مزينة! فطرح قوسا كانت في يده، ثم قال: أنتظر مزينة، و قد نظر إليّ القوم و نظرت إليهم! الموت قبل ذلك.

فرار الأوس من المعركة

ثم حمل و حملوا، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزمت الأوس حين وجدوا مسّ السلاح، فولّوا مصعدين في حرّة قورى نحو العريض [4]، و ذلك وجه طريق نجد.

الخزرج يعيرون الأوس‌

فنزل حضير، و صاحب بهم الخزرج: أين الفرار؟ ألا إنّ نجدا سنة- أي مجدب- يعيّرونهم.


[1] ضباحا، أي يخرج من فمه صوتا ليس بصهيل و لا حمحمة. و في المختار «صياحا».

[2] في المختار «نزا نزا».

[3] في المختار «بعاث الخزرج».

[4] قوري: موضع بظاهر المدينة، و قد ضبطت في أ بضم القاف. و العريض: واد بالمدينة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست