responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 83

تولية الخزرج عمرو بن النعمان أمر حربهم‌

و تابع عبد اللّه بن أبيّ رجال من الخزرج، منهم عمرو بن الجموح الحراميّ. و اجتمع كلام الخزرج على أن رأسوا عليهم عمرو بن النعمان البيّاضيّ، و ولّوه أمر حربهم، و لبثت الأوس و الخزرج أربعين ليلة يتصنّعون للحرب، و يجمع بعضهم لبعض، و يرسلون إلى خلفائهم من قبائل العرب.

حضير الكتائب يحرض الأوس على القتال‌

فأرسلت الخزرج إلى جهينة و أشجع، فكان الذي ذهب إلى أشجع ثابت بن قيس بن شمّاس، فأجابوه،/ و أقبلوا إليهم، و أقبلت جهينة إليهم أيضا. و أرسلت الأوس إلى مزينة، و ذهب حضير الكتائب الأشهليّ إلى أبي قيس بن الأسلت، فأمره أن يجمع له أوس اللّه، فجمعهم له أبو قيس، فقام حضير، فاعتمد على قوسه، و عليه نمرة [1] تشفّ عن عورته، فحرّضهم/ و أمرهم بالجدّ في حربهم، و ذكر ما صنعت بهم الخزرج من إخراج النّبيت و إذلال من تخلّف من سائر الأوس، في كلام كثير.

استجابة الأوس لما أراده حضير

فجعل كلّما ذكر ما صنعت بهم الخزرج و ما ركبوه منهم يستشيط و يحمى، و تقلص [2] خصيتاه، حتى تغيبا، فإذا كلّموه بما يحبّ تدلّتا حتى ترجعا إلى حالهما. فأجابته أوس اللّه بالذي يحبّ من النّصرة و الموازرة و الجدّ في الحرب.

قال هشام: فحدثني عبد المجيد بن أبي عيسى، عن خير [3]، عن أشياخ من قومه: أن الأوس اجتمعت يومئذ إلى حضير بموضع يقال له الجباة [4]، فأجالوا الرّأي، فقالت الأوس: إن ظفرنا بالخزرج لم نبق منهم أحدا و لم نقاتلهم كما كنا نقاتلهم. فقال حضير: يا معشر الأوس؛ ما سمّيتم الأوس إلّا لأنكم تئوسون [5] الأمور الواسعة. ثم قال:

يا قوم قد أصبحتم دوارا [6]

لمعشر قد قتلوا الخيارا

يوشك أن يستأصلوا الدّيارا

قال: و لما اجتمعت بالجباة طرحوا بين أيديهم تمرا، و جعلوا يأكلون/ و حضير الكتائب جالس، و عليه بردة له قد اشتمل بها الصمّاء [7]، و ما يأكل معهم، و لا يدنو إلى التمر غضبا و حنقا.


[1] النمرة: بردة من صوت يلبسها الأعراب.

[2] تقلص: تنقبض.

[3] في أ «عن حبر».

[4] كذا في المختار. و الجباة: ما حول البئر، أو أنه مخفف الجبأة، بمعنى الأكمة.

[5] في «اللسان» «أوس» و أوس قبيلة من اليمن، و اشتقاقه من آس يئوس أوسا، و الاسم الإياس، و هو من العوض.

[6] أصل الدوار صنم كانت العرب تنصبه و يجعلون موضعا حوله يدورون به، و اسم ذلك الصنم و الموضع الدوار، و هو بالضم، و قد يفتح. قال في «اللسان» و الأشهر في اسم الصنم دوار بالفتح. و منه قول امرئ القيس في معلقته:

عذارى دوار في طلاء مذبّل‌

[7] في «اللسان»: «اشتمال الصماء: أن تجلل جسدك بثوبك، نحو شملة الأعراب بأكسيتهم؛ و هو أن يردّ الكساء من قبل يمينه على يده اليسرى و عاتقه الأيسر، ثم يردّه ثانية من خلفه على يده اليمنى و عاتقه الأيمن فيغطيهما جميعا».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست