المقنّع لقب غلب عليه؛
لأنه كان أجمل الناس وجها، و كان إذا سفر اللّثام عن وجهه/ أصابته العين.
قال الهيثم: كان المقنّع
أحسن الناس وجها، و أمدّهم قامة، و أكملهم خلقا، فكان إذا سفر لقع- أي أصابته أعين
الناس- فيمرض، و يلحقه عنت [1]؛ فكان لا يمشي إلّا مقنّعا.
نسبه
و اسمه محمد بن ظفر بن
عمير [2] بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود بن عبد اللّه بن الحارث الولّادة-
سمّي بذلك لكثرة ولده- بن عمرو بن معاوية [3] بن كندة بن عفير بن عديّ بن الحارث
بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان.
شاعر أموي مقل
شاعر مقلّ من شعراء الدولة
الأموية، و كان له محلّ كبير، و شرف و مروءة و سؤدد في عشيرته.
قال الهيثم بن عديّ: كان
عمير جدّه سيّد كندة، و كان عمّه عمرو بن أبي شمر ينازع أباه الرّئاسة و يساجله
فيها، فيقصّر عنه.
أتلف ماله في عطاياه
و نشأ محمد بن عمير
المقنّع، فكان متخرّقا في عطاياه، سمح اليد بماله، لا يردّ سائلا عن شيء حتى أتلف
كلّ ما خلفه أبوه من مال، فاستعلاه [4]/ بنو عمّه عمرو بن أبي شمر بأموالهم و
جاههم.
بنو عمه لم يزوجوه أختهم
لفقره و دينه
و هوي بنت عمّه عمرو
فخطبها إلى إخوتها، فردّوه و عيّروه بتخرّقه و فقره و ما عليه من الدّين؛ فقال هذه
الأبيات المذكورة.