حتى أنشدته إياها، فقال
لي: ويحك! إنك لتقول قولا ما يقدر إنسان أن يقول لك أصبت و لا أخطأت، و ذلك أنك
تصف الشيء فلا تجيء به، و لا تقع بعيد منه، بل تقع قريبا. قلت له: أو تدري لم
ذلك؟ قال: لا، قلت:
لأنك تصف شيئا رأيته
بعينك، و أنا أصف شيئا وصف لي، و ليست المعاينة كالوصف. قال: فسكت [2].
علمه بالبادية عن وصف
جدتيه
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمّار، قال: حدثنا يعقوب بن إسرائيل، قال: حدثني إسماعيل بن عبد اللّه الطلحيّ،
عن محمد بن سلمة بن أرتبيل، عن حمّاد الراوية، قال:
كانت للكميت جدّتان أدركتا
الجاهلية، فكانتا تصفان له البادية و أمورها و تخبرانه بأخبار الناس في الجاهلية،
فإذا شكّ في شعر أو خبر عرضه عليهما فيخبرانه عنه، فمن هناك كان علمه.
أخبرني الحسن بن القاسم
البجليّ/ الكوفيّ، قال: حدثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلّى، قال: حدثنا محمد بن
فضيل- يعني الصّيرفيّ- عن أبي بكر الحضرميّ، قال:
/ استأذنت
للكميت على أبي جعفر محمد بن عليّ- عليهما السلام- في أيام التّشريق بمنى، فأذن
له، فقال له الكميت: جعلت فداك! إنّي قلت فيكم شعرا أحبّ أن أنشدكه. فقال: يا
كميت، اذكر اللّه في هذه الأيام المعلومات، و في هذه الأيام المعدودات، فأعاد عليه
الميت القول، فرقّ له أبو جعفر- عليه السّلام- فقال: