لما بلغ زيد الخيل ما كان
من الحارث بن ظالم و عمرو بن الإطنابة الخزرجيّ و هجائه إياه، غضب زيد لذلك، فأغار
على بني مرّة بن غطفان، فأسر الحارث بن ظالم و امرأته في غارته، ثم منّ عليهما، و
قال يذكر ذلك:
و قال أبو عمرو: أغار زيد
على بني فزارة و بني عبد اللّه بن غطفان و رئيسهم يومئذ أبو ضبّ، و مع زيد الخيل
من بني نبهان بطنان يقال لهما: بنو نصر و بنو مالك، فأصاب و غنم، و ساقوا/
الغنيمة، و انتهى إلى العلم، فاقتسموا النّهاب، فقال لهم زيد: أعطوني حقّ الرئاسة،
فأعطاه بنو نصر، و أبى بنو مالك، فغضب زيد، و انحدر إلى بني نصر، فبينما بنو مالك
يقتسمون إذ غشيتهم فزارة و غطفان، و هم حلفاء، فاستنقذوا ما بأيديهم. فلما رأى زيد
ذلك شدّ على القوم فقتل رئيسهم أبا ضبّ، و أخذ ما في أيديهم، فدفعه إلى بني مالك،
و كانوا نادوه يومئذ: يا زيداه أغثنا! فكرّ على القوم حتى استنقذ ما في أيديهم، و
ردّه، و قال يذكر ذلك: