أخبرني عليّ بن سليمان
الأخفش، قال: حدثني السكريّ و المبرّد، عن دماذ أبي غسان- و اسمه رفيع بن سلمة- عن
أبي عبيدة:
أن معاوية وجّه جيشا إلى
بلد الروم ليغزو الصائفة، فأصابهم جدريّ فمات أكثر المسلمين، و كان ابنه يزيد
مصطبحا بدير مرّان مع زوجته أم كلثوم، فبلغه خبرهم، فقال [1]:
إذا ارتفقت على
الأنماط مصطبحا
بدير مرّان عندي أمّ كلثوم
فما أبالي بما لاقت
جنودهم
بالغذقذونة من حمى و من موم
فبلغ شعره أباه، فقال:
أجل، و اللّه ليلحقنّ بهم فليصيبنّه ما أصابهم.
يزيد يضرب باب
القسطنطينية
فخرج حتى لحق بهم، و غزا
حتى بلغ القسطنطينية، فنظر إلى قبّتين مبنيّتين عليهما ثياب الديباج، فإذا كانت
الحملة للمسلمين ارتفع من إحداهما أصوات الدّفوف و الطبول و المزامير، و إذا كانت
الحملة للروم ارتفع من الأخرى، فسأل يزيد عنهما فقيل له: هذه بنت ملك الروم، و تلك
بنت جبلة بن الأيهم، و كلّ واحدة منهما تظهر السرور بما تفعله عشيرتها، فقال: أما
و اللّه لأسرّنّها، ثمّ صفّ العسكر، و حمل حتى هزم الرّوم، فأحجرهم في المدينة، و
ضرب باب القسطنطينية بعمود حديد كان في يده، فهشمه حتى انخرق، فضرب عليه لوح من
ذهب، فهو عليه إلى اليوم.
/ نسخت
من كتاب محمد بن موسى اليزيديّ: حدثني العباس بن ميمون طابع [2]، قال: حدثني ابن
عائشة، عن أبيه، و حدثني القحذميّ:
أنّ ميسون بنت بحدل
الكلبيّة كانت تزيّن يزيد بن معاوية، و ترجّل جمّته، قال: فإذا نظر إليه معاوية
قال: