حدثني محمد [1] بن العباس
اليزيديّ قال: حدثنا أبو العباس بن الفرات قال:
كنت أسير مع عبيد اللّه بن
سليمان، فاستقبله جعفر بن حفص على دابّة هزيل، و خلفه غلام له، و شيخ على بغل له
هرم، و ما فيهم إلا نضو، فأقبل عليّ عبيد اللّه بن سليمان فقال: كأنهم و اللّه صفة
أبي الشيص حيث يقول:
و قال عبد اللّه بن
المعتز: حدثني أبو مالك عبد اللّه قال: قال لي عبد اللّه بن الأعمش:
كان أبو الشّيص عند عقبة
بن جعفر بن الأشعث الخزاعيّ يشرب، فلما ثمل نام عنده، ثم انتبه في بعض الليل، فذهب
يدبّ إلى خادم له، فوجأه بسكين، فقال له: ويحك! قتلتني و اللّه! و ما أحب و اللّه
أن أفتضح أني قتلت في مثل هذا، و لا تفضح أنت بي، و لكن خذ دستيجة [3] فاكسرها و
لوثها بدمي، و اجعل زجاجها في الجرح، فإذا سئلت عن خبري، فقل: إني سقطت في سكري
على الدستيجة فانكسرت، فقتلتني، و مات من ساعته. ففعل الخادم ما أمره به، و دفن
أبو الشيص، و جزع عقبة عليه جزعا شديدا. فلما كان بعد أيام سكر الخادم، فصدق عقبة
عن خبره، و أنه هو قتله، فلم يلبثه أن قام إليه بسيفه، فلم يزل يضربه حتى قتله.
صوت
مدح الكميت مخلد بن يزيد
بن المهلب و فيه غناء
هلّا سألت معالم
الأطلال
و الرسم بعد تقادم الأحوال
دمنا تهيج رسومها بعد
البلى
طربا و كيف سؤال أعجم بال
/ يمشين مشي قطا البطاح تأوّدا
قبّ البطون رواجح الأكفال
من كل آنسة الحديث
حيية
ليست بفاحشة و لا متفال
أقصى مذاهبها إذا
لاقيتها
في الشهر بين أسرّة و حجال
و تكون ريقتها إذا
نبهتها
كالشهد أو كسلافة الجريال
المتفال: المنتنة الريح. و
الجريال فيما قيل: اسم للون الخمر. و قيل: بل هو من أسمائها. و الدليل على أنه
لونها قول الأعشى: