responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 534

يمنى الزمان انقضى معروفها و غدت‌

يسراه و هي لنا من بعدها بدل‌

فبلغت الأبيات أبا العميثل شاعر آل عبد اللّه بن طاهر، فأتى أبا تمام، و اعتذر إليه لعبد اللّه بن طاهر، و عاتبه على ما عتب عليه من أجله، و تضمّن له ما يحبه. ثم دخل إلى عبد اللّه، فقال: أيها الأمير، أ تتهاون بمثل أبي تمّام و تجفوه؟

فو اللّه لو لم يكن له ماله من النباهة في قدره، و الإحسان في شعره، و الشائع من ذكره، لكان الخوف من شره، و التوقّي لذمه، يوجب على مثلك رعايته و مراقبته، فكيف و له بنزوعه إليك من الوطن، و فراقه السّكن، و قد قصدك عاقدا بك أمله، معملا إليك ركابه، متعبا فيك فكره و جسمه، و في ذلك ما يلزمك قضاء حقه، حتى ينصرف راضيا؛ و لو لم يأت بفائدة، و لا سمع فيك منه ما سمع إلا قوله:

تقول في قومس صحبي و قد أخذت‌

منا السّرى و خطا المهريّة القود [1]

أ مطلع الشمس تبغي أن تؤمّ بنا

فقلت كلّا و لكن مطلع الجود

/ فقال له عبد اللّه: لقد نبّهت فأحسنت، و شفعت فلطفت، و عاتبت فأوجعت، و لك و لأبي تمام العتبى، ادعه يا غلام. فدعاه، فنادمه يومه، و أمر له بألفي دينار، و ما يحمله من الظّهر، و خلع عليه خلعة تامة من ثيابه، و أمر ببذرقته [2] إلى آخر عمله.

أبو تمام لاقط للمعاني‌

أخبرني جحظة قال: حدّثني ميمون بن هارون قال:

مرّ أبو تمام بمخنّث يقول الآخر: جئتك أمس فاحتجبت عني، فقال له: السماء إذا احتجبت بالغيم رجّي خيرها. فتبينت في وجه أبي تمام أنه قد أخذ المعنى، ليضمنه [3] في شعره، فما لبثنا إلا أياما حتى أنشدت قوله:

ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا

إنّ السماء ترجّى حين تحتجب‌

اتهامه بسرقة قصيدة

أخبرني أبو العباس أحمد بن وصيف، و أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن محمد الأصبهاني ابن عمي، قال:

حدّثنا محمد بن موسى بن حماد قال:

كنا عند دعبل أنا و القاسم [4]، في سنة خمس و ثلاثين و مائتين، بعد قدومه من الشأم، فذكرنا أبا تمام، فثلبه، و قال: هو سروق للشعر. ثم قال لغلامه: يا ثقيف، هات تلك المخلاة. فجاء بمخلاة فيها دفاتر، فجعل يمرّها على يده، حتى أخرج منها دفترا، فقال: اقرءوا هذا. فنظرنا فيه، قال مكنف أبو سلمى، من ولد زهير بن أبي سلمى، و كان هجا ذفافة العبسيّ بأبيات منها:


[1] قومس: صقع كبير بين خراسان و بلاد الجبل. و المهرية: الإبل المنسوبة إلى مهرة بن حيدان من اليمن، و كانت لا يعدل بها شي‌ء في سرعتها (عن «تاج العروس»).

[2] بذرقته: حراسته.

[3] أ، م: لينظمه.

[4] أ، م: و العمراوي.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست