responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 510

من رأى، فلم يزل محبوسا بها ثلاث سنين، ثم أطلق، و أقام بها إلى أن مات. و كان سبب موته أنه جدر، فمات في الجدريّ، و هو الذي يقول في الحبس:

طرب الفؤاد و عاودت أحزانه‌

و تشعبت شعبا به أشجانه‌

و بدا له من بعد ما اندمل الهوى‌

برق تألّق موهنا لمعانه‌

يبدو كحاشية الرّداء و دونه‌

صعب الذّرا متمنع أركانه‌

فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق‌

نظرا إليه و رده سجّانه‌

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه‌

و الماء ما سحّت [1] به أجفانه‌

ثم استعاذ من القبيح و ردّه‌

نحو العزاء عن الصّبا إيقانه‌

و بدا له أن الذي قد ناله‌

ما كان قدّره له ديّانه‌

حتى اطمأن ضميره و كأنما

هتك العلائق عامل و سنانه [2]

/ يا قلب لا يذهب بحلمك باخل‌

بالنّيل باذل تافه منّانه‌

يعد القضاء و ليس ينجز موعدا

و يكون قبل قضائه ليّانه [3]

خدل الشّوى حسن القوام [4] مخصّر

عذب لماه طيّب أردانه‌

و اقنع بما قسم الإله فأمره‌

ما لا يزال على الفتى إتيانه‌

و البؤس ماض ما يدوم كما مضى‌

عصر النعيم و زال عنك أوانه‌

شجاعته‌

أخبرني عمي قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر قال:

كنت مع أبي عبد اللّه محمد بن صالح في منزل بعض إخواننا، فأقمنا إلى أن انتصف الليل، و أنا أرى أنه يبيت، فإذا هو قد قام،/ فتقلد سيفه، و خرج، فأشفقت عليه من خروجه في ذلك الوقت، و سألته المقام و المبيت، و أعلمته خوفي عليه، فالتفت إليّ مبتسما و قال:

إذا ما اشتملت السيف و الليل لم أهل‌

لشي‌ء و لم تقرع فؤادي القوارع‌

شعره في الجواري الباكيات‌

أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبيّ قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر قال:

مرّ محمد بن صالح بقبر لبعض ولد المتوكل، فرأى الجواري يلطمن عنده، فأنشدني لنفسه:

رأيت بسامرّا صبيحة جمعة

عيونا يروق الناظرين فتورها


[1] أ، م: جادت.

[2] العامل من الرمح: صدره، و هو ما يلي السنان.

[3] ليانه: إخلاف موعده، و هو مصدر لواه بحقه: إذا ماطله.

[4] أ، م: القيام.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست