حدثني محمد بن يحيى
الصّوليّ قال: حدثني محمد بن عبد اللّه العاصميّ قال: حدثني أحمد بن عبد اللّه
طمّاس، عن عبد اللّه و إبراهيم ابني العباس الصّولي قالا:
كانت للرشيد جارية تعرف
بذات الخال، فدعته يوما، فوعدها أن يصير إليها، و خرج يريدها، فاعترضته جارية،
فسألته أن يدخل إليها، فدخل و أقام عندها، فشقّ ذلك على ذات الخال، و قالت: و
اللّه لأطلبنّ له شيئا أغيظه به، و كانت أحسن الناس وجها، و لها خال على خدها لم
ير الناس أحسن منه في موضعه، فدعت بمقراض، فقصت الخال الذي كان في خدها، و بلغ ذلك
الرشيد، فشق عليه، و بلغ منه، فخرج من موضعه، و قال للفضل بن الربيع:
انظر من بالباب من
الشعراء، فقال: الساعة رأيت العباس بن الأحنف. فقال: أدخله. فأدخله، فعرّفه الرشيد
القصّة [1] و قال: اعمل في هذا شيئا، على معنى رسمه له، فقال:
/ غناه إبراهيم. فنهض الرشيد إلى ذات الخال مسرعا
مسترضيا لها، و جعل هذين البيتين سببا، و أمر للعباس بألفي دينار، و أمر إبراهيم
الموصليّ فغناه في هذا الشعر.
محمد بن موسى المنجم
يعجبه التقسيم في الشعر
أخبرني محمد/ بن يحيى
الصوليّ قال: حدثني محمد بن الفضل قال:
كان محمد بن موسى المنجّم
يعجبه التقسيم في الشعر، و يشغف بجيد الأشعار، فكان مما يعجبه قول نصيب:
صوت
أبا بعل ليلى كيف
تجمع سلمها
و حربي و فيما بيننا شبّت الحرب
لها مثل ذنبي اليوم
إن كنت مذنبا
و لا ذنب لي إن كان ليس لها ذنب
عروضه من الطويل. و الشعر
لنصيب، و يروى للمجنون، و يروى لكعب بن مالك الخثعميّ. و الغناء لمالك، ثاني ثقيل
بالوسطى عن عمرو.
قال: و كان محمد بن موسى
ينشد كثيرا للعباس بن الأحنف: