17-
ذكر الخبر في مقتل ابني عبيد اللّه بن
العباس ابن عبد المطلب
حملة بسر بن أرطاة في
الحجاز و اليمن
أخبرني بالسبب في ذلك محمد
بن أحمد بن الطّلّاس [1] قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز قال: حدثنا عليّ بن
محمد المدائنيّ، عن أبي مخنف، عن جويرية بن أسماء، و الصّقعب بن زهير، و أبي بكر
الهذليّ، عن أبي عمرو الوقاصيّ:
أن معاوية بن أبي سفيان
بعث بسر بن أرطاة، أحد بني عامر بن لؤيّ، بعد تحكيم الحكمين، و عليّ بن أبي طالب
رضي اللّه عنه يومئذ حيّ، و بعث معه جيشا، و وجّه برجل من غامد [2] ضم إليه جيشا
آخر. و وجّه الضحاك بن قيس الفهريّ في جيش آخر، و أمرهم أن يسيروا في البلاد،
فيقتلوا كل من وجدوه من شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و أصحابه، و أن يغيروا
على سائر أعماله، و يقتلوا أصحابه، و لا يكفّوا أيديهم عن النساء و الصبيان. فمضى
بسر لذلك على وجهه، حتى انتهى إلى المدينة، فقتل بها ناسا من أصحاب عليّ عليه
السّلام، و أهل هواه، و هدم بها دورا من دور القوم./ و مضى إلى مكة، فقتل نفرا من
آل أبي لهب، ثم أتى السّراة، فقتل من بها من أصحابه. و أتى نجران، فقتل عبد اللّه
بن عبد المدان الحارثيّ و ابنه، و كانا من أصهار بني العباس، ثم أتى اليمن و عليها
عبيد اللّه بن العباس، عاملا لعليّ بن أبي طالب، و كان غائبا، و قيل بل هرب لما
بلغه خبر بسر، فلم يصادفه بسر، و وجد ابنين له صبيين، فأخذهما بسر لعنه اللّه، و
ذبحهما بيده، بمدية كانت معه، ثم انكفأ راجعا إلى معاوية، و فعل مثل ذلك سائر من
بعث به. فقصد الغامديّ إلى الأنبار، فقتل ابن حسان البكري، و قتل رجالا و نساء من
الشيعة.
خطبة لعلي بن أبي طالب
يعير فيها أتباعه بالهزيمة
فحدثني العباس بن عليّ بن
العباس النسائي قال: حدثنا محمد بن حسان الأزرق، قال: حدثنا شبابة بن سوّار قال:
حدثنا قيس بن الربيع، عن عمرو بن قيس، عن أبي صادق، قال:
أغارت خيل لمعاوية على
الأنبار، فقتلوا عاملا لعليّ عليه السّلام، يقال له حسان بن حسان [3]، و قتلوا
رجالا كثيرا و نساء، فبلغ ذلك عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، فخرج حتى أتى
المنبر، فرقيه، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم،
ثم قال:
[2]
كذا في الأصول: عامر و في «شرح نهج البلاغة» لابن
أبي الحديد (1: 144) أن معاوية وجه رجلا من غامد يقال له: سفيان بن عوف بن المغفل
الغامديّ، فعلى هذا تكون كلمة «عامر» تصحيفا.
[3]
كذا ورد هذا الاسم في جميع الأصول و
في «الكامل» للمبرد (1: 104 «رغبة الآمل» للمرصفي) و
سماه ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» في رواية: أشرس بن حسان البكري.