responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 438

كان السبب في غضب الرشيد على العباس بن محمد

أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا أحمد بن الحارث عن المدائنيّ قال:

امتدح ربيعة الرقيّ العباس بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن العباس، بقصيدة لم يسبق إليها حسنا، و هي طويلة يقول فيها:

صوت‌

لو قيل للعباس يا ابن محمد

قل: (لا) و أنت مخلّد ما قالها

ما إن أعدّ من المكارم خصلة

إلا وجدتك عمها أو خالها

/ و إذا الملوك تسايروا في بلدة

كانوا كواكبها و كنت هلالها [1]

إن المكارم لم تزل معقولة

حتى حللت براحتيك عقالها

/ في البيت الأول و البيت الأخير خفيف رمل بالوسطى، يقال إنه لإبراهيم. و يقال إنه للحسين بن محرز.

قال: فبعث إليه بدينارين، و كان يقدّر فيه ألفين، فلما نظر إلى الدينارين كاد يجن [2] غيظا، و قال للرسول:

خذ الدينارين، فهما لك، على أن ترد الرقعة من حيث لا يدري العباس، ففعل الرسول ذلك، فأخذها ربيعة، و أمر من كتب في ظهرها:

مدحتك مدحة السيف المحلّى‌

لتجري في الكرام كما جريت‌

فهبها مدحة ذهبت ضياعا [3]

كذبت عليك فيها و افتريت‌

فأنت المرء ليس له وفاء

كأني إذ مدحتك قد رثيت‌

ثم دفعها إلى الرسول، و قال له ضعها في الموضع الذي أخذتها منه. فردها الرسول في موضعها. فلما كان من الغد أخذها العباس، فنظر فيها، فلما قرأ الأبيات غضب، و قام من وقته، فركب إلى الرشيد، و كان أثيرا عنده، يبجّله و يقدمه، و كان قد همّ أن يخطب إليه ابنته، فرأى الكراهة في وجهه، فقال: ما شأنك؟ قال: هجاني ربيعة الرّقيّ.

فأحضر، فقال له الرشيد: يا ماصّ كذا و كذا من أمه، أ تهجو عمي، و آثر الخلق عندي، لقد هممت أن أضرب عنقك. فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين، لقد مدحته بقصيدة ما قال مثلها أحد من الشعراء، في أحد من الخلفاء، و لقد بالغت في الثناء، و أكثرت في الوصف، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمره بإحضارها. فلما سمع الرشيد ذلك منه سكن غضبه، و أحب أن ينظر في القصيدة، فأمر/ العباس بإحضار الرقعة، فتلكأ عليه العباس ساعة، فقال له الرشيد: سألتك بحق أمير المؤمنين إلا أمرت بإحضارها، فعلم العباس أنه قد أخطأ و غلط، فأمر بإحضارها فأحضرت، فأخذها الرشيد و إذا فيها القصيدة بعينها، فاستحسنها و استجادها، و أعجب بها، و قال: و اللّه ما قال أحد من الشعراء في أحد من الخلفاء مثلها، لقد صدق ربيعة و برّ. ثم قال للعباس: كم أثبته عليها؟ فسكت العباس:

و تغير لونه، و جرض بريقه، فقال ربيعة: أثابني عليها يا أمير المؤمنين بدينارين، فتوهم الرشيد أنه قال ذلك من‌


[1] مب: و أنت هلالها.

[2] ف، مب: غضبا.

[3] ف: ضلالا.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست