حمزة بن بيض الحنفيّ: شاعر
إسلامي من شعراء الدولة الأموية، كوفيّ خليع ماجن، من فحول طبقته. و كان كالمنقطع
إلى المهلّب بن أبي صفرة و ولده، ثم إلى أبان بن الوليد، و بلال بن أبي بردة. و
اكتسب بالشعر من هؤلاء مالا عظيما، و لم يدرك الدولة العباسية.
تكسبه بالشعر
أخبرني عمي قال: حدّثنا
أبو هفان قال: أخبرني أبو محلم عن المفضل قال: أخذ حمزة بن بيض الحنفيّ بالشعر ألف
ألف درهم، من مال و حملان [2] و ثياب و رقيق غير ذلك.
بلال بن أبي بردة يمزح
معه
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمار، قال: حدثني عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني أبو توبة، قال:
قدم حمزة بن بيض على بلال
بن أبي بردة، فلما وصل إلى بابه قال لحاجبه: استأذن لحمزة بن بيض الحنفيّ، فدخل
الغلام إلى بلال، فقال: حمزة بن بيض بالباب. و كان بلال كثير المزح معه، فقال:
اخرج إليه فقل: حمزة بن بيض ابن من؟ فخرج الحاجب إليه، فقال له ذلك. فقال: ادخل
فقل له: الذي جئت إليه إلى بنيان الحمام و أنت أمرد، تسأله أن يهب لك طائرا،
فأدخلك [3] و ناكك، و وهب لك طائرا [3]. فشتمه الحاجب. فقال له: ما أنت و ذا؟
بعثك برسالة،/ فأخبره
بالجواب. فدخل الحاجب و هو مغضب، فلما رآه بلال ضحك، و قال: ما قال لك قبحه اللّه؟
قال: ما كنت لأخبر الأمير بما قال. فقال: يا هذا، أنت رسول فأدّ الجواب. قال:
فأبى. فأقسم عليه حتى أخبره. فضحك حتى فحص برجله، و قال: قل له: قد عرفنا العلامة
فادخل، فدخل فأكرمه، و رفعه، و سمع مديحه، و أحسن صلته.
قال: و أراد يقوله (ابن
بيض ابن من؟) قول الشاعر فيه:
أنت ابن بيض لعمري
لست أنكره
و قد صدقت، و لكن من أبو بيض؟
يمدح مخلد بن يزيد
فيثيبه
أخبرني عليّ بن سليمان
الأخفش قال: حدّثني محمد بن الحسن الأحول، عن الأثرم، عن أبي عمرو، و أخبرني وكيع
قال: حدّثني عبيد اللّه بن محمد بن عبيد بن سفيان، قال: حدّثني أبو الحسن
الشّيباني قال: حدّثني شعيب بن صفوان، قال:
[1]
ضبطه ابن بري و المطرز بكسر الباء. و
ضبطه ابن حجر بالفتح. و قال الفراء: إنه جمع أبيض و بيضاء (عن «تاج العروس»).