فرجع ابن بقيلة إلى قومه،
فأخبرهم بذلك، و قال: ما هؤلاء القوم إلا من الشياطين، و ما لكم بهم طاقة،
فصالحوهم على ما يريدون. ففعلوا.
أخبرني بذلك إبراهيم بن
السريّ، عن يحيى التميمي، عن أبيه، عن شعيب بن سيف. و أخبرني به الحسن بن عليّ عن
الحارث بن محمد عن محمد بن سعد، عن الواقديّ.
و أمّره أبو بكر على جميع
الجيوش التي بعثها إلى الشام لحرب الروم، و فيهم أبو عبيدة بن الجراح و معاذ بن
جبل، فرضوا به و بإمارته.
قالوا: و كان رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و سلّم قد حلق رأسه ذات يوم، فأخذ شعره، في قلنسوة له، فكان لا
يلقى جيشا و هي عليه إلا هزمه.
/ و
روى عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قد حلق رأسه ذات يوم، فأخذ شعره، فجعله في
قلنسوة له، فكان لا يلقى جيشا و هي عليه إلا هزمه.
/ و
روى عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم الحديث، و حمل عنه. و رآه النبيّ صلّى اللّه
عليه و سلّم متدلّيا من هرشى فقال: نعم الرجل خالد بن الوليد.
أخبرنا بذلك الطوسيّ و
الحرميّ قالا: حدّثنا الزبير بن بكار قال: حدّثني يعقوب بن محمد عن عبد العزيز بن
محمد، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن أبي سعيد [1] المقبريّ، عن أبي هريرة: أن رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال ذلك له.
ما صنعه النساء عند موت
خالد
قال الزبير: و حدّثني محمد
بن سلّام، عن أبان بن عثمان قال:
لما مات خالد بن الوليد لم
تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمّتها على قبره، يعني حلقت رأسها، و وضعت
شعرها على قبره.
قال ابن سلّام: و قال يونس
النحوي: إن عمر رضي اللّه عنه قال حينئذ: دعوا نساء بني المغيرة يبكين أبا سليمان،
و يرقن من دموعهن سجلا أو سجلين، ما لم يكن نقع أو لقلقة.
قال: و النقع: مد الصوت
بالنحيب. و اللقلقة: حركة اللسان بالولولة و نحوها.
قال الزبير، فيما ذكره لي
من رويت عنه: حدّثني محمد بن الضّحاك عن أبيه:
كان خالد أشبه الناس
بعمر
أن عمر بن الخطاب رضي
اللّه عنه كان أشبه الناس بخالد بن الوليد، فخرج عمر سحرا، فلقيه شيخ، فقال له:
مرحبا بك يا أبا سليمان،
فنظر إليه عمر، فإذا هو علقمة بن علاثة، فردّ عليه السلام. فقال له علقمة: عزلك
عمر بن الخطاب؟ فقال له عمر: نعم. قال: ما شبع، لا أشبع اللّه بطنه! قال له عمر:
فما عندك؟ قال: ما عندي إلا السمع و الطاعة.
/ فلما
أصبح عمر دعا بخالد، و حضره علقمة بن علاثة، فأقبل على خالد، فقال له: ما ذا قال
لك علقمة؟
قال: ما قال لي شيئا. قال:
اصدقني. فحلف خالد باللّه ما لقيه، و لا قال له شيئا. فقال له علقمة: حلا [2] أبا
[1]
كذا في ف. و في مب: سعد. و في بقية
الأصول: سعيد المقبري.