كان الفضل اللهبي بغير
سرج، فاستعار سرجا، فمطله الرجل، حتى خاف أن تفوته حاجته، فاشترى سرجا و مضى
لحاجته، و أنشأ يقول:
و لما رأيت المال
مألف أهله
و ذكر البيتين و لم يزد
عليهما شيئا.
بيتان له في مدح بني
هاشم
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمار قال: حدّثني علي بن محمد النوفليّ قال:
كان أبي عند إسحاق بن عيسى
بن عليّ و هو والي البصرة، عنده وجوه أهل البصرة، و قد كانت فيهم بقية حسنة في ذلك
الدهر، فأفاضوا في ذكر نبي هاشم، و ما أعطاهم اللّه من الفضل بنبيه صلّى اللّه
عليه و سلّم، فمن منشد شعرا، و متحدث و ذاكر فضيلة من فضائل بني هاشم. فقال أبي:
قد جمع هذا الكلام الفضل بن العباس اللّهبي في بيت قاله، ثم أنشد قوله:
ما بات قوم كرام
يدّعون يدا
إلا لقومي عليهم منّة و يد
نحن السّنام الذي
طالت شظيته
فما يخالطه الأدواء و العمد
فمن صلّى صلاتنا، و ذبح
ذبيحتنا، عرف أن لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدا عليه، بما هداه اللّه عز
و جل إلى الإسلام به، و نحن قومه، فتلك منة لنا على الناس.
و في هذين البيتين غناء
لابن محرز، هزج بالبنصر في رواية عمرو ب بانة. و قوله «و طالت شظيته»، الشظية:
و العمد: داء يصيب البعير
من مؤخر سنامه إلى عجزه، فلا يلبثه أو يقتله [2]
قدم على عبد الملك و
مدحه
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمار، و أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قالا: حدّثنا عمر بن شبة قال: حدّثنا
محمد بن يحيى عن عبد العزيز بن عمران، قالا: أخبرني أحمد بن هاشم بن عتبة بن أبي
وقّاص، قال:
/ قدم
الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، على عبد الملك بن مروان، فأنشده و عنده ابن
لعبيد اللّه بن زياد، فقال الزياديّ، و اللّه ما أسمع شعرا، فلما كان العشيّ راح
إليه الفضل، فوقف بين يديه، ثم قال: يا أمير المؤمنين:
[1]
في «اللسان» الشظية: كل فلقة من شيء، القطعة المرتفعة في رأس
الجبل، جمعها: شظايا. و هذا المعنى هو المناسب لبيت الفضل. أما الشظى فعظيم دقيق
إذا زال عن موضعه شظى الفرس، أي تألم له. و هذا المعنى مناسب لشعر دريد بن الصمة.
و يبدو أن أبا الفرج خلط بين المعنيين.
[2]
العمد: مصدر عمد البعير (بكسر الميم)
أي ورم سنامه عن عض القتب و الحلس (انظر «اللسان»).
[3]
لا طه: ألصقه، و في الشعر تعريض بزياد
بن أبيه و قصة استلحاقه.