أسلم امرؤ القيس بن عديّ
على يد عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فما صلّى للّه صلاة [1] حتى ولاه عمر، و ما
أمسى حتى خطب إليه عليّ عليه السّلام ابنته الرباب/ على ابنه الحسين، فزوّجه
إياها. فولدت [2] له عبد اللّه و سكينة ولدي الحسين عليهما السّلام. و في سكينة و
أمها يقول:
و نسخت هذا الخبر من كتاب
أبي [5] عبد الرّحمن الغلّابيّ، و هو أتم. قال:
حدّثنا عليّ بن صالح، عن
عليّ بن مجاهد، عن أبي المثنى محمد بن السائب الكلبيّ، قال: أخبرنا عبد اللّه بن
حسن بن حسن قال: حدّثني خالي عبد الجبار بن منظور بن زبّان بن سيّار الفزاريّ؛ قال
حدّثني عوف بن خارجة المريّ، قال:
و اللّه إني لعند عمر بن
الخطاب رضي اللّه عنه في خلافته، إذ أقبل رجل أفحج أجلى أمعر [6]، يتخطى رقاب
الناس، حتى قام بين يدي عمر. فحياة بتحية الخلافة، فقال له عمر: فمن أنت؟ قال: أنا
امرؤ نصراني، أنا امرؤ القيس بن عديّ الكلبيّ. قال: فلم يعرفه عمر [7]. فقال له
رجل من القوم: هذا صاحب بكر بن وائل، الذي أغار عليهم في الجاهلية يوم فلج. قال:
فما تريد؟ قال: أريد الإسلام. فعرضه عليه/ عمر رضي اللّه عنه، فقبله. ثم دعا له
برمح، فعقد له على من أسلم بالشام من قضاعة. فأدبر الشيخ و اللواء يهتز على رأسه.
قال عوف: فو اللّه ما رأيت رجلا لم يصلّ للّه ركعة قط أمّر على جماعة من المسلمين
قبله.
و نهض عليّ بن أبي طالب
رضوان اللّه عليه من المجلس، و معه ابناه الحسن و الحسين عليهم السّلام حتى أدركه،
فأخذ بثيابه. فقال له: يا عم، أنا عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و سلّم و صهره، و هذان ابناي الحسن و الحسين من ابنته، و قد رغبنا في صهرك فأنكحنا.
فقال: قد أنكحتك يا عليّ المحياة بنت امرئ القيس، و أنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ
القيس، و أنكحتك يا حسين الرّباب بنت امرئ القيس.
و قال هشام بن الكلبي:
كانت الرّباب من خيار النساء و أفضلهن. فخطبت بعد قتل الحسين عليه السّلام، فقالت:
ما كنت لأتخذ حما بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.