responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 332

أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه جلس، و دعا المغيرة و الشهود. فتقدم أبو بكرة. فقال له: أ رأيته بين فخذيها، قال: نعم و اللّه، لكأني أنظر إلى تشريم/ جدريّ بفخذيها. فقال له المغيرة: لقد ألطفت النظر. فقال له:

لم آل أن أثبت ما يخزيك اللّه به؟ فقال له عمر: لا و اللّه حتى تشهد لقد رأيته يلج فيه كما يلج المرود في المكحلة.

فقال: نعم أشهد على ذلك. فقال له: اذهب عنك مغيرة، ذهب ربعك.

ثم دعا نافعا فقال له: علام تشهد؟ قال: على مثل شهادة أبي بكرة. قال: لا، حتى تشهد أنه كان يلج فيه ولوج المرود في المكحلة. فقال: نعم حتى بلغ قذذه [1]. فقال: اذهب عنك مغيرة، ذهب نصفك. ثم دعا الثالث.

فقال: علا م تشهد؟ فقال: على مثل شهادة صاحبيّ. فقال له عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: اذهب عنك مغيرة، ذهب ثلاثة أرباعك. قال: حتى مكث يبكي إلى المهاجرين، فبكوا. و بكى إلى أمهات المؤمنين، حتى بكين معه، و حتى لا يجالس هؤلاء الثلاثة أحد من أهل المدينة.

قال: ثم كتب إلى زياد، فقدم على عمر. فلما رآه جلس له في المسجد، و اجتمع إليه رءوس المهاجرين و الأنصار. قال المغيرة: و معي كلمة قد رفعتها لأكلم القوم. قال: فلما رآه عمر مقبلا قال: إني لأرى رجلا لن يخزي اللّه على لسانه رجلا من المهاجرين.

قال أبو زيد: و حدّثنا عفان، قال: حدّثنا السّريّ بن يحيى، قال: حدّثنا عبد الكريم بن رشيد، عن أبي عثمان النهديّ، قال:

لما شهد عند عمر الشاهد الأوّل على المغيرة، تغير لذلك لون عمر. ثم جاء آخر فشهد، فانكسر لذلك انكسارا شديدا. ثم جاء رجل شابّ [2] يخطر بين يديه، فرفع/ عمر رأسه إليه، و قال له: ما عندك يا سلح العقاب.

و صاح أبو عثمان صيحة تحكي صيحة عمر. قال عبد الكريم: لقد كدت أن يغشى عليّ.

و قال آخرون: قال المغيرة: فقمت إلى زياد، فقلت له: لا مخبأ لعطر بعد عروس. ثم قلت: يا زياد، اذكر اللّه، و اذكر موقف يوم القيامة؛ فإن اللّه و كتابه و رسوله و أمير المؤمنين قد حقنوا دمي، إلا أن تتجاوز إلى ما لم تر ما رأيت، فلا يحملك شر منظر رأيته على أن تتجاوزه إلى ما لم تر، فو اللّه لو كنت بين بطني و بطنها ما رأيت أين سلك ذكري منها. قال: فترنقت عيناه، و احمرّ وجهه، و قال: يا أمير المؤمنين، أما أن أحقّ ما حق القوم فليس ذلك عندي؛ و لكني رأيت مجلسا قبيحا، و سمعت نفسا حثيثا و انبهارا، و رأيته متبطّنها. فقال له: أ رأيته يدخله كالميل في المكحلة. فقال: لا.

و قال غير هؤلاء: إن زيادا قال له:/ رأيته رافعا برجليها، و رأيت خصيتيه تتردّدان بين فخذيها، و رأيت حفزا شديدا، و سمعت نفسا عاليا. فقال له: أ رأيته يدخله و يخرجه كالميل في المكحلة؟ فقال: لا. فقال عمر: اللّه أكبر. قم إليهم فاضربهم. فقام إلى أبي بكرة، فضربه ثمانين، و ضرب الباقين، و أعجبه قول زياد، و درأ عن المغيرة الرجم. فقال أبو بكرة بعد أن ضرب: فإني أشهد أن المغيرة فعل كذا و كذا. فهم عمر بضربه، فقال له عليّ عليه السّلام: إن ضربته رجمت صاحبك. و نهاه عن ذلك.


[1] قذذه: جمع قذة، و هي جانب الحياء.

[2] شاب: كذا في ف، مب. و في سائر النسخ: شديد.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست