هو المغيرة بن شعبة بن أبي
عامر بن مسعود بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسيّ، و هو ثقيف.
و يكنى أبا عبد اللّه. و كان يكنى أبا عيسى، فغيرها عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه،
و كناه أبا عبد اللّه.
و أمّه أسماء بنت الأفقم
بن أبي عمرو بن ظويلم بن جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن.
دهاؤه
و كان المغيرة بن شعبة من
دهاة العرب و حزمتها، و ذوي الرأي منها، و الحيل الثاقبة، و كان يقال له في
الجاهلية و الإسلام مغيرة الرأي، و كان يقال: ما اعتلج في صدر المغيرة أمران إلا
اختار أحزمهما.
مشاهده
و صحب النبيّ صلّى اللّه
عليه و سلّم، و شهد معه الحديبية و ما بعدها. و بعثه أبو بكر رضي اللّه عنه إلى
أهل النّجير [1]. و شهد فتح اليمامة و فتوح الشام. و كان أعور، أصيبت عينه في يوم
اليرموك، و شهد القادسية مع سعد بن أبي وقّاص. فلما أراد مراسلة رستم، لم يجد في
العرب أدهى منه و لا أعقل، فبعث به إليه، و كان السفير بينهما حتى وقعت الحرب.
ولايته و حروبه
و ولاه عمر بن الخطاب رضي
اللّه عنه عدّة ولايات، إحداها البصرة. ففتح و هو واليها ميسان و دست ميسان و أبر
قباذ. و قاتل الفرس بالمرغاب فهزمهم، و نهض إلى من كان بسوق الأهواز، فقاتلهم و
هزمهم، و فتحها [2].
و انحازوا إلى نهر تيرى و
مناذر الكبرى، فزحف إليهم، فقاتلهم و هزمهم و فتحها. و خرج/ إلى المشرق مع النعمان
بن المقرّن، و كان المغيرة على [3] مسيرته، و كان عمر قد عهد: إن هلك النعمان،
فالأمير حذيفة، فإن هلك حذيفة، فالأمير المغيرة بن شعبة.
و لما فتحت نهاوند، سار
المغيرة في جيش إلى همذان ففتحها.
و ولاه عمر رضي اللّه عنه
بعد ذلك الكوفة، فقتل عمر و هو و اليها. و ولاه أيضا إياها معاوية بن أبي سفيان
رضي اللّه عنه، فكان عليها إلى أن مات بها.
و هو أوّل من وضع ديوان
الإعطاء بالبصرة، و رتب الناس فيه. فأعطاهم على الديوان. ثم صار ذلك رسما لهم بعد
ذلك يحتذونه.
[1]
النجير، بصيغة التصغير: حصن باليمن،
تحصن فيه الأشعث بن قيس بن معد يكرب و أبضعة بن معد يكرب لما ارتدا، من المهاجر بن
أبي أمية. (انظر رسم النجير في «معجم ما استعجم» للبكري).