للّه در بني عليّ إن هم
لم يثأروا عوفا و حيّ خفاف [1]
قال الأثرم: و أنشدنا أبو عبيدة هذه القصيدة مرة لقيس بن الخطيم حين قتل قاتل أبيه، فقال:
تذكر ليلى حسنها و صفاءها
/ و قال ابن جذل الطعان في ذلك أيضا:
ألا اللّه در بني فراس
لقد أورثتم حزنا وجيعا
غداة ثوى ربيعة في مكرّ
تمج عروقه علقا نجيعا [2]
فلن أنسى ربيعة إذ تعالى
بكاء الظّعن تدعو يا ربيعا
و قال كعب بن زهير، و أمه من بني أشجع بن عامر بن الليث بن بكر بن كنانة، يرثي ربيعة بن مكدم، و يحض على بني سليم، و يعير بني كنانة [3] بالدماء التي أدّوها إلى بني سليم، و هم لا يدركون قتلاهم عندهم بدرك قتل فيهم و لا دية:
/
بان الشباب و كل إلف بائن
ظعن الشباب مع الخليط الظاعن
قالت أميمة ما لجسمك شاحبا
و أراك ذا بثّ و لست بدائن
غضّي ملامك إن بي من لومكم
داء أظن مما طلي أو فاتني
أبلغ كنانة غثّها و سمينها
الباذلين رباعها بالقاطن [4]
أن المذلة أن تطلّ دماؤكم
و دماء عوف ضامن في العاهن [5]
أموالكم عوض لهم بدمائهم
و دماؤكم كلف لهم بظعائن [6]
طلبوا فأدرك و ترهم مولاهم
و أبت محاملكم إباء الحارن [7]
/ شدوا المآزر فاثأروا بأخيكم
إن الحفائط نعم ربح الثامن [8]
كيف الحياة ربيعة بن مكدم
يغدى عليك بمزهر أو قائن [9]
[1] بنو عليّ: قبيلة من كنانة، و هم بنو عبد مناة، و ليسوا من كنانة قريش. و إن هم: كذا في ف، مب. و في الأصول: إنهم.
[2] البيت عن ف، مب. و العلق: الدم. و النجيع: الدم، أو الدم المصبوب، أو دم الجوف.
[3] العبارة عن ف، مب.
[4] الباذلين: كذا في الأصول. و لعله يريد التاركين لأعدائهم ديارهم بمن فيها من القطان. و في ف، مب: النازلين.
[5] ضامن: مضمون. و العاهن: الثابت.
[6] ف: عوض ... كلف لكم. و في الأصول: غرض ... كلف لهم. يريد: إذا قتلتموهم دفعتم أموالكم في دياتهم، و إذا سببتم ظعائنهم لم يكفوا عن حربكم و قتلكم.
[7] محاملكم: كذا في الأصول. و في ف، مب: محاصلكم. و في «ديوان كعب بن زهير» (229 طبعة دار الكتب): سعاتكم.
[8] كذا روي البيت في ف، مب. و في الأصول: و اثأروا ... ربح الثامن. و في «ديوان كعب»:
شدوا المآزر فانعشوا أموالكم
إن المكارم ...
[9] المزهر: العود. و القائن: صاحب القيان و مدربهن. و في ف، مب: و أقائن. و في الأصول: أو كائن، و في «الديوان»:
كيف الأسى و ربيعة بن مكدم
يودي عليك بفتية و أفاتن