حدّثني عمي، قال: حدّثنا
أحمد بن الحارث الخراز، عن المدائني، عن أبي بكر الهذلي، قال:
لما أمر يزيد بن معاوية
كعب بن الجعيل بهجاء الأنصار، قال له: أ رادّي أنت إلى الكفر بعد الإسلام؟ أ أهجو
قوما آووا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم/ و نصروه؟! قال: أما إذ كنت غير فاعل
فأرشدني إلى من يفعل ذلك. قال: غلام منا خبيث الدين نصراني، فدله على الأخطل.
تهاجي عبد الرّحمن بن
حسان و عبد الرّحمن بن الحكم
أخبرنا محمد بن الحسن بن
دريد، قال: حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن أبي الخطاب، قال:
لما كثر الهجاء بين عبد
الرّحمن بن حسان بن ثابت و عبد الرّحمن بن الحكم بن أبي العاصي، و تفاحشا، كتب
معاوية إلى سعيد بن العاصي و هو عامله على المدينة، أن يجلد كل واحد منهما مائة
سوط، و كان ابن حسان صديقا لسعيد، و ما مدح أحدا غيره قط، فكره أن يضربه أو يضرب
ابن عمه، فأمسك عنهما. ثم ولي مروان. فلما قدم أخذ ابن حسان فضربه مائة سوط، و لم
يضرب أخاه. فكتب ابن حسان إلى النعمان بن بشير و هو بالشام، و كان كبيرا أثيرا
مكينا عند معاوية:
و هي قصيدة طويلة. فدخل
النعمان بن بشير على معاوية، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك أمرت سعيدا بأن يضرب ابن
حسان و ابن الحكم مائة مائة، فلم يفعل، ثم وليت أخاه،/ فضرب ابن حسان و لم يضرب
أخاه: قال. فتريد ما ذا [5]؟
[1]
أغذ: أسرع، و هذه رواية ف، مب. و في
بقية الأصول: أعد.
[3]
ليس بالشام كذا في ف، مب. و في بقية
الأصول: أنت بالشام. و راقد: كذا في (ب 13: 152). و في مب: شاهد. و في بقية
الأصول: عاتب، و يؤيد الرواية الأولى قوله في البيت بعده «و يوفظ الوسنان».
[5]
أخر ما ذا عن صدر الجملة مع أنها من
ألفاظ الاستفهام التي لها صدر الكلام، و هو أسلوب عربي مخصوص بما إذا ركبت مع ذا
(انظر حاشية يس على «التصريح» باب الاسم الموصول).