responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 15  صفحه : 24

صوت‌

إذا تمزّزت صراحيّة

كمثل ريح المسك أو أطيب [1]

ثم تغنّى لي بأهزاجه‌

زيد أخو الأنصار أو أشعب‌

حسبت أنّي مالك جالس‌

حفّت به الأملاك و الموكب‌

فلا أبالي و إله الورى‌

أ شرّق العالم أم غرّبوا

الغناء لزيد الأنصاري، هزج مطلق في مجرى الوسطى عن الهشاميّ و غيره، و ذكر غيره أنه لأشعب. فقال أبو جعفر: العالم لا يبالون كيف أصبحت و كيف أمسيت.

إعجاب المنصور بشعر طريف العنبري:

ثم قال أبو جعفر: و لكنّ الذي يعجبني أن يحدو بي الحادي الليلة بشعر طريف العنبريّ، فهو آلف في سمعي من غناء بصبص، و أحرى أن يختاره أهل العقل. قال: فدعا فلانا الحادي- قد ذكره و سقط اسمه- و كان إذا حدا وضعت الإبل رءوسها لصوته [2] و انقادت انقيادا عجيبا [3]، فسأله المنصور: ما بلغ من حسن حدائه؟ قال: تعطّش الإبل ثلاثا أو قال خمسا و تدني من الماء، ثمّ أحدو فتتبع كلّها صوتي، و لا تقرب الماء. فحفظ الشعر، و كان [4]:

إنّي و إن كان ابن عمّي كاشحا

لمزاحم من دونه و ورائه [5]

و ممدّه نصري و إن كان أمرأ

متزحزحا في أرضه و سمائه [6]

/ و أكون مأوى سرّه و أصونه‌

حتّى يحقّ عليّ يوم أدائه‌

و إذا أتى من غيبه بطريفة

لم أطّلع: ما ذا وراء خبائه‌

و إذا تحيّفت الحوادث ماله‌

قرنت صحيحتنا إلى جربائه [7]

و إذا تريّش في غناه و فرته‌

و إذا تصعلك كنت من قرنائه [8]

و إذا غدا يوما ليركب مركبا

صعبا قعدت له على سيسائه [9]

فلما كان الليل حدا به الحادي بهذه الأبيات، فقال: هذا و اللّه أحثّ على المروءة و أشبه بأهل الأدب من غناء


[1] التمزز: التمصص. و في بعض النسخ «تمررت» تحريف. و الصراحية: الخمر الخالصة.

[2] وضعت رءوسها: خفضتها.

[3] هذه الكلمة من ط، مب، مط.

[4] كذا في ط، ها، مب، ح. و في سائر النسخ «فحفظه هذا الشعر».

[5] الكاشح: مضمر العداوة.

[6] المتزحزح: البعيد.

[7] قرنت، كذا على الصواب في ط، مب. و في سائر النسخ «قرت». و جربائه تصحيح ط، مط و هي في ح «جريانه»، و في سائر النسخ «حوبائه».

[8] تريش و ارتاش: أصاب خيرا فرئي عليه أثر ذلك.

[9] اسيساء الظهر من الدواب: مجتمع الوسط.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 15  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست