فبعث إليه هشام فأخرجه، و
وجّه إليه عليّ بن الحسين عشرة آلاف درهم و قال: اعذر يا أبا فراس، فلو كان عندنا
في هذا الوقت أكثر من هذا لوصلناك به. فردّها و قال: ما قلت ما كان إلا للّه، و ما
كنت لأرزأ عليه شيئا. فقال له علي: قد رأى اللّه مكانك فشكرك، و لكنا أهل بيت إذا
أنفذنا شيئا ما نرجع فيه. فأقسم عليه فقبلها.
الخلاف في نسبة الشعر
السالف
و من الناس أيضا من يروي
هذه الأبيات لداود بن سلم في قثم بن العباس، و منهم من يرويها لخالد بن يزيد فيه؛
فهي في روايته:
/ و ممن ذكر لنا ذلك الصولي عن الغلابي [3] عن مهديّ بن
سابق، أنّ داود بن سلم قال هذه الأبيات الأربعة سوى البيت الأوّل في شعره في علي
بن الحسين عليه السّلام.
و ذكر الرياشي عن الأصمعي
أنّ رجلا من العرب يقال له داود وقف لقثم فناداه و قال:
يكاد يمسكه عرفان
راحته
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
كم صارخ بك من راج و
راجية
في الناس يا قثم الخيرات يا قثم
فأمر له بجائزة سنية.
و الصحيح أنّها للحزين في
عبد اللّه بن عبد الملك. و قد غلط ابن عائشة في إدخاله البيتين في تلك الأبيات.
و أبيات الحزين مؤتلفة
منتظمة المعاني متشابهة، تنبئ عن نفسها، و هي:
اللّه يعلم أن قد جبت
ذا يمن
ثمّ العراقين لا يثنيني السّأم
ثم الجزيرة أعلاها و
أسفلها
كذاك تسري على الأهوال بي القدم
[1]
الأوّلية: مفاخر الآباء و الأجداد. و
المراد أصحاب المفاخر من آبائه. انظر «اللسان» (وأل).
[2]
العمائر: جمع عمارة، و هي الحي
العظيم، أو هي أصغر من القبيلة.
[3]
كذا في أ، م، ها، مب. و في ح «العلا» و سائر النسخ «العلائي».