responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 15  صفحه : 13

له الآن شعب بن عامر فاصطلحوا هناك، و سلّموا الأمر إلى مضاض؛ فلمّا اجتمع له أمر مكّة، و صار ملكها دون السّميدع نحر للناس فطبخوا هناك الجزر، فأكلوا، و سمّي ذلك الموضع المطابخ. فيقال: إنّ هذا أوّل بغي بمكة، فقال مضاض بن عمرو في تلك الحرب [1]:

نحن قتلنا سيّد الحيّ عنوة

فأصبح منها و هو حيران موجع‌

- يعني أنّ الحيّ أصبح حيران موجعا-

و ما كان يبغي أن يكون سواؤنا

بها ملكا حتّى أتانا السّميدع [2]

فذاق وبالا حين حاول ملكنا

و حاول منّا غصّة تتجرّع [3]

و نحن عمرنا البيت كنّا ولاته‌

نضارب عنه من أتانا و ندفع‌

/ و ما كان يبغي ذاك في الناس غيرنا

و لم يك حيّ قبلنا ثمّ يمنع‌

و كنّا ملوكا في الدهور التي مضت‌

ورثنا ملوكا لا ترام فتوضع‌

انتقام ممن استخف بحق البيت:

قال عثمان بن ساج في خبره:

و حدّثني بعض أهل العلم أنّ سيلا جاء فدخل البيت فانهدم، فأعادته جرهم على بناء إبراهيم، بناه لهم رجل منهم يقال له أبو الجدرة و اسمه عمر الجارود، و سمّي بنوه الجدرة. قال: ثم استخفّت جرهم بحقّ البيت، و ارتكبوا فيه أمورا عظاما، و أحدثوا فيه أحداثا قبيحة، و كان للبيت خزانة، و هي بئر في بطنه، يلقى فيها الحلي و المتاع الذي يهدى له، و هو يومئذ لا سقف عليه، فتواعد عليه خمسة من جرهم أن يسرقوا كلّ ما فيه، فقام على كلّ زاوية من البيت رجل منهم و اقتحم الخامس، فجعل اللّه عزّ و جلّ أعلاه أسفله، و سقط منكّسا فهلك، و فرّ الأربعة الآخرون.

خبر إساف و نائلة:

قالوا: و دخل إساف و نائلة [4] البيت ففجرا فيه، فمسخهما اللّه حجرين، فأخرجا من البيت. و قيل إنّه لم يفجر بها في البيت، و لكنه قبّلها في البيت.

و ذكر عثمان بن ساج عن أبي الزناد، أنه إساف بن سهيل، و أنها نائلة بنت عمرو بن ذئب. و قال غيره: إنها نائلة بنت ذئب. فأخرجا من الكعبة، و نصبا ليعتبر بهما من رآهما، و يزدجر النّاس عن مثل ما ارتكبا، فلما غلبت خزاعة على مكة و نسي حديثهما، حوّلهما عمرو بن لحيّ بن كلاب بعد ذلك؛ فجعلها تجاه الكعبة يذبح عندهما عند موضع زمزم.


[1] الكلام بعده إلى قوله «ثم رموا بالجدب من خلفهم» ساقط من ط.

[2] سواؤنا: لغة في سوانا.

[3] أ «يتجرع».

[4] هما اللذان يزعم العرب أنهما مسخا حجرين فجعلا صنمين يعبدان. و إساف، بفتح الهمزة و كسرها. و كان هذا الصنم على الصفا.

و أما نائلة فكان على المروة. و كان يذبح عليهما تجاه الكعبة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 15  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست