أخبرني محمّد بن يحيى أيضا
قال: حدّثني الحارث بن أبي أسامة عن المدائنيّ قال: خطب محمّد بن أبي العباس زينب
بنت سليمان، ثم ذكر مثل هذا الحديث سواء، إلّا أنه قال فيه: فقال محمّد بن أبي
العبّاس فيها، و ذكر الأبيات كلّها و نسبها إلى محمّد و لم يذكر حمّادا.
قال أبو الفرج مؤلّف هذا
الكتاب: هذا فيما أراه غلط من رواته، لمّا سمعوا ذكر زينب و لحن حكم، نسبوه إلى
محمّد بن أبي العبّاس، و قد ذكر هذا الشعر بعينه إسحاق الموصليّ في كتابه، و نسبه
إلى ابن رهيمة و هو من زيانب يونس الكاتب المشهورة، معروف و منها فيه يقول:
فذكرت ذاك ليونس
فذكرته لأخ مصاف
/ و ذكر إسحاق أن لحن يونس فيه خفيف رمل بالبنصر في
مجرى الخنصر، و أنّ لحن حكم من الثقيل الأوّل بالبنصر، قال محمّد بن يحيى: و لمحمد
بن أبي العبّاس في زينب أشعار كثيرة ممّا غنّى فيها المغنّون، منها:
و أخبرني محمّد بن يحيى
قال: حدّثنا الغلّابيّ قال: حدّثني عبد اللّه بن الضّحّاك عن هشام بن محمّد قال:
دخل دحمان المغنّي مولى
بني مخزوم- و هو المعروف بدحمان الأشقر- على محمّد بن أبي العبّاس و عنده حكم
الوادي، فأحضر محمّد عشرة آلاف درهم و قال: من سبق منكما إلى صوت يطربني فهذه له؛
فابتدأ دحمان فغنّى في شعر قيس بن الخطيم:
[1]
تشوّف إلى الشيء: تطلع و تطاول و
أشرف. و الاشتراف: الانتصاب.