responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 473

إسحاق قال: حدّثني عثمان بن سفيان العطّار قال: اتصل حماد عجرد بالربيع [1] يؤدّب ولده، فكتب إليه بشار رقعة، فأوصلت إلى الربيع، فطرده لمّا قرأها، و فيها مكتوب:

يا أبا الفضل لا تنم‌

وقع الذئب في الغنم‌

إنّ حمّاد عجرد

إن رأى غفلة هجم‌

/ بين فخذيه حربة

في غلاف من الأدم [2]

إن خلا البيت ساعة

مجمج الميم بالقلم‌

فلمّا قرأها الربيع قال: صيّرني حمّاد دريئة الشعراء، أخرجوا عنّي حمادا، فأخرج.

أخبرني يحيى بن عليّ بن يحيى إجازة، عن علي بن مهدي، عن عبد اللّه بن عطية، عن عبّاد بن الممزّق أن حمّاد عجرد كان يؤدّب ولد العبّاس بن محمّد الهاشمي، فكتب إليه بشّار بهذه الأبيات المذكورة، فقال العباس:

مالي و لبشّار؟ أخرجوا عنّي حمّادا، فأخرج.

هجاؤه لبشار

أخبرني يحيى بن علي قال: حدّثني محمّد بن القاسم قال: حدّثني عبد اللّه بن طاهر بن أبي أحمد الزّبيريّ قال: لما أخرج العباس بن محمّد حمّادا عن خدمته، و انقطع عنه ما كان يصل إليه منه، أوجعه ذلك، فقال يهجو بشّارا:

لقد صار بشّار بصيرا بدبره‌

و ناظره بين الأنام ضرير

له مقلة عمياء و است بصيرة

إلى الأير من تحت الثياب تشير

على ودّه أن الحمير تنيكه‌

و أنّ جميع العالمين حمير

قال أبو الفرج الأصبهانيّ: و قد فعل مثل هذا بعينه حمّاد عجرد بقطرب [3].

شعره في قطرب‌

أخبرني عمّي عن عبد اللّه بن المعتزّ قال: حدّثني أبو حفص الأعمى المؤدّب، عن الزّباليّ قال: اتّخذ قطرب النحويّ مؤدّبا لبعض ولد المهديّ، و كان حماد عجرد يطمع في أن يجعل هو مؤدّبه، فلم يتمّ له ذلك، لتهتكه و شهرته في الناس بما قاله فيه بشّار، فلما تمكن قطرب في موضعه صار حماد عجرد كالملقى على الرّضف [4]، فجعل يقوم و يقعد بقطرب في الناس، ثم أخذ رقعة فكتب فيها:

قل للإمام جزاك اللّه صالحة

لا تجمع الدهر بين السّخل و الذيب [5]


[1] هو الربيع بن يونس وزير المنصور، و توفي سنة 170 ه.

[2] الأدم: الجلد.

[3] هو أبو علي محمّد بن المستنير البصري النحوي، أخذ عن سيبويه، و لقبه سيبويه بقطرب، لأنه كان يخرج فيراه بالأسحار على بابه فيقول له: ما أنت إلا قطرب ليل؛ و القطرب: ذكر الغيلان أو الذئب الأمعط أو صغار الجن أو الخفيف أو طائر أو دابة صغيرة لا تستريح من الحركة و توفي سنة 206 ه.

[4] في ج، ط، مط، مب، «الرصد». و الرضف: الحجارة المحماة بالشمس أو النار.

[5] السخل و السخال: جمع سخلة: و هو ولد الشاة عند ولادته ذكرا أو أنثى.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست