يعني بهذا القول محمّد بن
أبي العبّاس السفّاح، و كان عجرد في ندمائه، فبلغ هذا الشعر أبا جعفر، فقال لمحمد:
ما لي و لعجرد يدخل عليك؟
لا يبلغني أنّك أذنت له، فقال: و عجرد مأخوذ من المعجرد، و هو العريان في اللّغة،
يقال: تعجرد الرجل إذا تعرّى فهو يتعجرد تعجردا: و عجردت الرجل أعجرده عجردة إذا
عرّيته.
الحمادون الثلاثة
أخبرني إسماعيل بن يونس
قال: حدّثنا عمر بن شبّة، و أخبرني إبراهيم بن أيّوب عن ابن قتيبة، و نسخت من كتاب
عبد اللّه بن المعتز، حدّثني الثقفيّ عن إبراهيم بن عمر العامريّ قال: كان بالكوفة
ثلاثة نفر يقال لهم الحمّادون: حمّاد عجرد و حمّاد الراوية، و حمّاد [بن] [3]
الزّبرقان، يتنادمون على الشراب، و يتناشدون الأشعار و يتعاشرون معاشرة جميلة، و
كانوا كأنهم نفس واحدة، يرمون بالزندقة جميعا و أشهرهم بها حمّاد عجرد.
/ أخبرنا
الفضل بن الحباب الجمحيّ أبو خليفة إجازة عن التوّزيّ [4]: أن حمادا لقّب بعجرد
لأن أعرابيا مرّ به في يوم شديد البرد و هو عريان/ يلعب مع الصّبيان فقال له:
تعجردت يا غلام؛ فسمّي عجردا.
قال أبو خليفة: المتعجرد:
المتعرّي؛ و العجرد أيضا: الذهب.
سبب مهاجاة بشار
أخبرني أحمد بن يحيى بن
علي بن يحيى، عن علي بن مهدي، عن عبد اللّه بن عطية، عن عبّاد بن الممزّق، و
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدّثنا عمر بن شبة قال: كان السبب في
مهاجاة حمّاد عجرد بشّارا أنّ حمّادا كان نديما لنافع بن عقبة، فسأله بشّار تنجّز
حاجة له من نافع، فأبطأ عنها، فقال بشار فيه: