responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 455

لا أبصره فقال: بشّر الجنّ و أجناسها، أن وضعت المطيّ أحلاسها [1]، و كفّت [2] السماء أحراسها، و أن يغصّ السّوق أنفاسها [3]، قال: فوثبت مذعورا و عرفت أنّ محمّدا/ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مصطفى، فركبت فرسي و سرت حتّى انتهيت إليه فبايعته و أسلمت، و انصرفت إلى ضمار فأحرقته بالنار.

خروجه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و إسلامه‌

و قال أبو عبيدة: كانت تحت العبّاس بن مرداس حبيبة بنت الضحّاك بن سفيان السّلمي أحد بني رعل [4] بن مالك، فخرج عبّاس حتى انتهى إلى إبله و هو يريد النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، فبات بها، فلمّا أصبح دعا براعيه فأوصاه بإبله، و قال له: من سألك عنّي فحدّثه أنّي لحقت بيثرب، و لا أحسبني إن شاء اللّه تعالى إلّا آتيا محمّدا و كائنا معه، فإني أرجو أن نكون برحمة من اللّه و نور، فإن كان خيرا لم أسبق إليه، و إن كان شرّا نصرته [5] لخئولته، على أني قد رأيت الفضل البيّن و كرامة الدنيا و الآخرة في طاعته و مؤازرته، و اتّباعه و مبايعته، و إيثار أمره على جميع الأمور، فإن مناهج سبيله واضحة، و أعلام ما يجي‌ء به من الحقّ نيرة، و لا أرى أحدا من العرب ينصب [6] له إلا أعطي عليه الظفر و العلوّ، و أراني قد ألقيت عليّ محبّة له، و أنا باذل نفسي دون نفسه أريد بذلك رضا إله السماء و الأرض، قال: ثم سار نحو النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و انتهى الراعي نحو إبله، فأتى امرأته فأخبرها بالّذي كان من أمره و مسيره إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، فقامت فقوّضت بيتها، و لحقت بأهلها، فذلك حيث يقول عبّاس بن مرداس، حين أحرق ضمارا و لحق بالنبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم:

/

لعمري إنّي يوم أجعل جاهدا

ضمارا لربّ العالمين مشاركا

و تركي رسول اللّه و الأوس حوله‌

أولئك أنصار له، ما أولئكا؟ [7]

/ كتارك سهل الأرض، و الحزن يبتغي‌

ليسلك في غيب الأمور المسالكا

فآمنت باللّه الّذي أنا عبده‌

و خالفت من أمسى يريد الممالكا

و وجّهت وجهي نحو مكّة قاصدا

و تابعت بين الأخشبين المباركا [8]


- و الأوس و الخزرج: ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء و من بطون الخزرج بنو عدي بن النجار أخوال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، تزوج منهم جده هاشم سلمى بنت عمرو و النجارية أم عبد المطلب.

[1] أحلاس: جمع حلس بالكسر، و هو كساء على ظهر البعير تحت البرذعة.

[2] في ب، س «و وكفت» و هو تحريف.

[3] في الأصول «أن بعض» و لعل صوابه ما أثبتنا، أي و بشر الجن بأن يغص ... و بشّر هنا بمعنى أنذر، و يغص أنفاسها: يصيبها بغصة، و السوق: الدفع الشديد. و المعنى: لم يعد لها سلطان، و كانت العرب تعتقد أن الجن تأتي بخبر السماء فتلقيه في جوف الأصنام.

و جاء في رواية الروض الأنف «عن عباس بن مرداس أنه كان في لقاح له نصف النهار، فاطلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض، فقال لي: يا عباس أ لم تر أنّ السماء كفت أحراسها، و أن الحرب جرعت أنفاسها، و أن الخيل وضعت أحلاسها، و أن الّذي نزل عليه البر و التقى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء، صاحب الناقة القصواء. قال: فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت، و سعيت حتى جئت وثنا لي يقال له الضمار كنا نعبده و نكلم من جوفه ...». و القصواء: الّتي قطع طرف أذنها، و هو لقب ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لم تكن ناقته قصواء، و إنما كان هذا لقبا لها، و قيل: كانت مقطوعة الأذن.

[4] رعل: قبيلة من سليم.

[5] في ج، ب «بصرته» و في س «أبصرته» و الصواب عن «ها» و هو تحريف.

[6] نصب له: عاداه.

[7] تركي، معطوف على أجعل المنزل منزلة المصدر، أي يوم جعلي ضمارا مشاركا و تركي. ما أولئكا: استفهام للتعظيم و التهويل.

[8] الأخشبان: جبلان مطيفان بمكة، و هما أبو قبيس و الأحمر. و في ج «الأحسبين» و هو تصحيف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست