responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 436

رثاؤه المفضل بن المهلب‌

و نسخت منه أيضا قال: لما قتل المفضل [1] بن المهلب دخل ثابت قطنة على هند بنت المهلب، و الناس حولها جلوس يعزّونها، فأنشدها:

يا هند كيف بنصب بات يبكيني‌

و عائر في سواد الليل يؤذيني [2]

كأنّ ليلي و الأصداء هاجدة

ليل السّليم، و أعيا من يداويني [3]

لمّا حنى الدهر من قوسي و عذّرني‌

شيبي و قاسيت أمر الغلظ و اللين [4]

إذا ذكرت أبا غسّان أرّقني‌

همّ إذا عرّس السّارون يشجيني [5]

/ كان المفضّل عزّا في ذوي يمن‌

و عصمة و ثمالا للمساكين [6]

ما زلت بعدك في همّ تجيش به‌

نفسي و في نصب قد كاد يبليني [7]

إنّي تذكّرت قتلى لو شهدتهم‌

في حومة الموت لم يصلوا بها دوني [8]

لا خير في العيش إن لم أجن بعدهم‌

حربا تبي‌ء بهم قتلى فيشفوني [9]

فقالت له هند: اجلس يا ثابت، فقد قضيت الحقّ، و ما من المرثية [10] بدّ، و كم من ميتة ميّت أشرف من حياة حيّ، و ليست المصيبة في قتل ممن استشهد ذابّا عن دينه، مطيعا لربه، و إنما المصيبة فيمن قلّت بصيرته، و خمل ذكره بعد موته، و أرجو ألّا يكون المفضّل عند اللّه خاملا، يقال: إنه ما عزّي يومئذ بأحسن من كلامها.

رده على ابن الكواء

قال أبو الفرج: و نسخت من كتابه أيضا قال: كان ابن الكوّاء [11] اليشكريّ مع الشّراة و المهلب يحاربهم، و كان‌


[1] بعد هزيمة يزيد بن المهلب و قتله- كما سيأتي بعد- اجتمع آل المهلب بالبصرة و أمروا عليهم المفضل بن المهلب، و خرجوا إلى كرمان، و بكرمان فلول كثيرة، و بعث مسلمة بن عبد الملك في طلبهم، و قد اجتمعت الفلول إلى المفضل بفارس، فأدركوهم في عقبة و اشتدّ قتالهم إياه، فقتل المفضل و جماعة من خواصه، و قتل آل المهلب عن آخرهم إلا أبا عيينة بن المهلب و عثمان بن المفضل، فإنهما نجوا فلحقا برتبيل ملك الترك.

[2] النصب بالفتح و الضم و بضمتين: الداء و البلاء. و العائر: كل ما أعل العين، و الرمد، و القذى كالعوّار.

[3] الأصداء: جمع صدى، و هو الصوت. و الهجود: النوم. و السليم: الملدوغ. أعيا: أعجز.

[4] كذا في ط، مط. و الّذي في باقي الأصول:

قاسيت منه أمر الغلظ و اللين‌

و عذرني: من عذر الدار: طمس آثارها، و المعنى: هدّني و هدمني، و في ج «و غدرني» و هو تصحيف. و الغلظ بفتح اللام و خفف هنا بتسكينها للشعر.

[5] عرّس القوم: نزلوا في آخر الليل للاستراحة. سرى: سار ليلا، شجاه و أشجاه: أحزنه.

[6] الثمال: الغياث الّذي يقوم بأمر قومه. و في ط، مط «في المساكين».

[7] جاشت النفس: ارتفعت من حزن أو فزع. و في ب، س، ج، ط، مط «كاد يسليني».

[8] في ب، س «تذكرت فعلي» و هو تحريف. و صلّى النار و بها: قاسى حرها.

[9] تبي‌ء: أباء القاتل بالقتيل: قتله.

[10] في ب، س (المرزنة).

[11] في جميع الأصول «ابن الكوفي» و هو تحريف، و هو عبد اللّه بن الكواء. لما رجع الإمام علي من صفين إلى الكوفة اعتزله جماعة ممن رأوا التحكيم ضلالا، و نزلوا حروراء بظاهر الكوفة في اثنى عشر ألفا، و أمروا على القتال شبث بن ربعي التميمى، و على‌

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست