فقالت له هند: اجلس يا
ثابت، فقد قضيت الحقّ، و ما من المرثية [10] بدّ، و كم من ميتة ميّت أشرف من حياة
حيّ، و ليست المصيبة في قتل ممن استشهد ذابّا عن دينه، مطيعا لربه، و إنما المصيبة
فيمن قلّت بصيرته، و خمل ذكره بعد موته، و أرجو ألّا يكون المفضّل عند اللّه
خاملا، يقال: إنه ما عزّي يومئذ بأحسن من كلامها.
رده على ابن الكواء
قال أبو الفرج: و نسخت من
كتابه أيضا قال: كان ابن الكوّاء [11] اليشكريّ مع الشّراة و المهلب يحاربهم، و
كان
[1]
بعد هزيمة يزيد بن المهلب و قتله- كما
سيأتي بعد- اجتمع آل المهلب بالبصرة و أمروا عليهم المفضل بن المهلب، و خرجوا إلى
كرمان، و بكرمان فلول كثيرة، و بعث مسلمة بن عبد الملك في طلبهم، و قد اجتمعت
الفلول إلى المفضل بفارس، فأدركوهم في عقبة و اشتدّ قتالهم إياه، فقتل المفضل و
جماعة من خواصه، و قتل آل المهلب عن آخرهم إلا أبا عيينة بن المهلب و عثمان بن
المفضل، فإنهما نجوا فلحقا برتبيل ملك الترك.
[2]
النصب بالفتح و الضم و بضمتين: الداء
و البلاء. و العائر: كل ما أعل العين، و الرمد، و القذى كالعوّار.
[3]
الأصداء: جمع صدى، و هو الصوت. و الهجود:
النوم. و السليم: الملدوغ. أعيا: أعجز.
[11]
في جميع الأصول «ابن الكوفي» و هو تحريف، و هو عبد اللّه بن الكواء. لما
رجع الإمام علي من صفين إلى الكوفة اعتزله جماعة ممن رأوا التحكيم ضلالا، و نزلوا
حروراء بظاهر الكوفة في اثنى عشر ألفا، و أمروا على القتال شبث بن ربعي التميمى، و
على