responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 430

فإني امرؤ من عصبة ما زنيّة

نماني أب ضخم كريم المركّب‌

قال: فأمر له يزيد بدرع و سيف و رمح و فرس، و قال له: قد عرفت ما شرطت لنا على نفسك؟ فقال: أصلح اللّه الأمير، حجّتي بيّنه، و هي قول اللّه عزّ و جلّ:/ وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ. أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ. وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ‌. فقال [له‌] [1] ثابت قطنة: ما أعجب ما وفدت به من بلدك في تسعين ليلة! مدحت الأمير ببيتين، و سألته حوائجك في عشرة أبيات، و ختمت شعرك ببيت تفخر عليه فيه، حتى إذا أعطاك ما أردت حدت عمّا شرطت له على نفسك فأكذبتها كأنّك كنت تخدعه، فقال له يزيد: مه يا ثابت، فإنّا لا نخدع، و لكنا نتخادع، و سوّغه [2] ما أعطاه، و أمر له بألفي درهم. و لجّ حاجب يهجو ثابتا فقال فيه:

لا يعرف الناس منه غير قطنته‌

و ما سواها من الأنساب مجهول‌

خبره مع حاجب الفيل عند يزيد

قال: و دخل حاجب يوما على يزيد بن المهلّب، و عنده ثابت قطنة و كعب الأشقريّ- و كانا لا يفارقان مجلسه- فوقف بين يديه فقال له: تكلّم يا حاجب، فقال: يأذن لي الأمير أن أنشده/ أبياتا، قال: لا حتى تبدأ فتسأل حاجتك، قال: أيها الأمير، إنه ليس أحد و لو أطنب في وصفك موفّيك حقك، و لكنّ المجتهد محسن، فلا تهجني بمنعي الإنشاد، و تأذن لي فيه، فإذا سمعت فجودك أوسع من مسألتي. فقال له يزيد: هات، فما زلت مجيدا محسنا مجملا. فأنشده:

كم من كميّ في الهياج تركته‌

يهوي لفيه مجدّلا مقتولا [3]

جلّلت مفرق رأسه ذا رونق‌

عضب المهزّة صارما مصقولا [4]

قدت الجياد و أنت غرّ يافع‌

حتى اكتهلت و لم تزل مأمولا

كم قد حربت و قد جبرت معاشرا

و كم امتننت و كم شفيت غليلا [5]

/ فقال له يزيد: سل حاجتك، فقال: ما على الأمير بها خفاء، فقال: قل، قال: إذا لا أقصر و لا أستعظم عظيما أسأله الأمير أعزّه اللّه مع عظم قدره، قال: أجل، فقل يفعل، فلست بما تصير إليه أغبط منا، قال: تحملني و تخدمني [6] و تجزل جائزتي، فأمر له بخمسة تخوت [7] ثياب و غلامين و جاريتين و فرس و بغل و برذون و خمسة آلاف درهم، فقال حاجب:

شم الغيث و انظر ويك أين تبعّجت‌

كلاه تجدها في يد ابن المهلّب [8]


[1] عن ط، مط.

[2] سوّغه ما أعطاه: تركه له خالصا.

[3] الكمي: الشجاع المتكمي في سلاحه، المتغطي به. جدّله: صرعه.

[4] جللت ...: أي علوته بسيف ذي رونق قاطع.

[5] حربه يحربه حربا، كطلبه يطلبه طلبا: أخذ ماله و تركه بلا شي‌ء.

[6] أخدمه: أعطاه خادما يخدمه.

[7] تخوت: جمع تخت، و هو وعاء تصان فيه الثياب.

[8] شام البرق: نظر إليه أين يمطر. ويك: وى اسم فعل بمعنى أعجب، و الكاف للخطاب أو أصله ويلك و حذفت اللام لكثرة الاستعمال. تبعج السحاب بالمطر: انفرج عن الوبل الشديد، و كلية السحاب: أسفله، و الجمع كلي.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست