حدّثنا الحسن بن عليّ قال:
حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أبو الشبل البرجمي قال: حضرت مجلس عبيد اللّه بن
يحيى بن خاقان، و كان إليّ محسنا، و عليّ مفضلا،/ فجرى ذكر البرامكة، فوصفهم الناس
بالجود، و قالوا في كرمهم و جوائزهم و صلاتهم فأكثروا، فقمت في وسط المجلس، فقلت
لعبيد اللّه: أيها الوزير، إني قد حكمت في هذا الخطب حكما نظمته في بيتي شعر لا
يقدر أحد أن يردّه عليّ، و إنما جعلته شعرا ليدور و يبقى، فيأذن الوزير في
إنشادهما قال: قل، فربّ صواب قد قلته، فقلت:
رأيت عبيد اللّه أفضل
سوددا
و أكرم من فضل و يحيى بن خالد
أولئك جادوا و
الزّمان مساعد
و قد جاد ذا و الدهر غير مساعد
فتهلّل وجه عبيد اللّه و
ظهر السرور فيه، و قال: أفرطت أبا الشّبل، و لا كلّ هذا، فقلت: و اللّه ما حابيتك
أيها الوزير، و لا قلت إلّا حقّا، و اتبعني القوم في وصفه و تقريظه، فما خرجت من
مجلسه إلا و عليّ الخلع، و تحتي دابّة [1] بسرجه و لجامه، و بين يديّ خمسة آلاف
درهم.
قصته مع جاريتين
حدّثني الحسن قال: حدّثنا
ابن مهرويه قال: حدّثني علي بن الحسن الشيباني قال: حدّثني أبو الشّبل الشاعر قال:
كنت أختلف إلى جاريتين من جواري النخّاسين [2] كانتا تقولان الشعر، فأتيت إحداهما
فتحدّثت إليها، ثم أنشدتها بيتا لأبي المستهلّ شاعر منصور بن المهديّ في المعتصم:
ثم دعت بطعام فأكلنا، و
خرجت من عندها، فمضيت إلى الأخرى، فقالت: من أين يا أبا الشبل؟ فقلت: من عند
فلانة، قالت: قد علمت أنّك تبدأ بها- و صدقت، كانت أجملهما فكنت أبدأ بها- ثم قالت:
أما الطعام فاعلم أنه لا حيلة لي في أن تأكله، لعلمي بأن تلك لا تدعك تنصرف أو
تأكل. فقلت: أجل. قالت: فهل لك في الشراب؟
قلت: نعم، فأحضرته و أخذنا
في الحديث، ثم قالت: فأخبرني ما دار بينكما؟ فأخبرتها، فقالت: هذه المسكينة كانت
تجد البرد، و بيتها أيضا هذا الّذي جاءت به يحتاج إلى سمّورية، أ فلا قالت: