responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 386

حدّثنا الحسن بن عليّ قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أبو الشبل البرجمي قال: حضرت مجلس عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان، و كان إليّ محسنا، و عليّ مفضلا،/ فجرى ذكر البرامكة، فوصفهم الناس بالجود، و قالوا في كرمهم و جوائزهم و صلاتهم فأكثروا، فقمت في وسط المجلس، فقلت لعبيد اللّه: أيها الوزير، إني قد حكمت في هذا الخطب حكما نظمته في بيتي شعر لا يقدر أحد أن يردّه عليّ، و إنما جعلته شعرا ليدور و يبقى، فيأذن الوزير في إنشادهما قال: قل، فربّ صواب قد قلته، فقلت:

رأيت عبيد اللّه أفضل سوددا

و أكرم من فضل و يحيى بن خالد

أولئك جادوا و الزّمان مساعد

و قد جاد ذا و الدهر غير مساعد

فتهلّل وجه عبيد اللّه و ظهر السرور فيه، و قال: أفرطت أبا الشّبل، و لا كلّ هذا، فقلت: و اللّه ما حابيتك أيها الوزير، و لا قلت إلّا حقّا، و اتبعني القوم في وصفه و تقريظه، فما خرجت من مجلسه إلا و عليّ الخلع، و تحتي دابّة [1] بسرجه و لجامه، و بين يديّ خمسة آلاف درهم.

قصته مع جاريتين‌

حدّثني الحسن قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني علي بن الحسن الشيباني قال: حدّثني أبو الشّبل الشاعر قال: كنت أختلف إلى جاريتين من جواري النخّاسين [2] كانتا تقولان الشعر، فأتيت إحداهما فتحدّثت إليها، ثم أنشدتها بيتا لأبي المستهلّ شاعر منصور بن المهديّ في المعتصم:

أقام الإمام منار الهدى‌

و أخرس ناقوس عمّوريه [3]

/ ثم قلت لها: أجيزي؛ فقالت:

كساني الميلك جلابيبه‌

ثياب علاها بسمّورية [4]

ثم دعت بطعام فأكلنا، و خرجت من عندها، فمضيت إلى الأخرى، فقالت: من أين يا أبا الشبل؟ فقلت: من عند فلانة، قالت: قد علمت أنّك تبدأ بها- و صدقت، كانت أجملهما فكنت أبدأ بها- ثم قالت: أما الطعام فاعلم أنه لا حيلة لي في أن تأكله، لعلمي بأن تلك لا تدعك تنصرف أو تأكل. فقلت: أجل. قالت: فهل لك في الشراب؟

قلت: نعم، فأحضرته و أخذنا في الحديث، ثم قالت: فأخبرني ما دار بينكما؟ فأخبرتها، فقالت: هذه المسكينة كانت تجد البرد، و بيتها أيضا هذا الّذي جاءت به يحتاج إلى سمّورية، أ فلا قالت:

فأضحى به الدّين مستبشرا

و أضحت زنادهما واريه [5]

فقلت: أنت و اللّه أشعر منها في شعرها، و أنت و اللّه في شعرك فوق أهل عصرك. و اللّه أعلم.


[1] تطلق الدابة على الذكر و الأنثى.

[2] النخّاس: بيّاع الرقيق.

[3] عمّورية: بلد من بلاد الروم (الأناضول) فتحها المعتصم سنة 223 ه.

[4] سمورية: نسبة إلى سمور (و ياء النسب هنا مخففة) و سمّور: دابة تتخذ من جلدها فراء غالية الأثمان.

[5] ورى الزند كوعى و ولى: خرجت ناره.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست