/ فقيل له: ويحك فضحته و قد كان صديقك. فقال: هذه فضيحة
عند من لا يعقل، أما من يعقل فلا. و بأيّ شيء كنت أذكره و أرثيه به؟ أ بالفقه أم
بالزّهد أم بالقراءة؟ و هل يرثى إلّا بهذا و شبهه!
هجاؤه شاهين ابن أخي أبي
دلف
قال أبو الفرج: نسخت من
كتاب لأحمد بن عليّ بن يحيى، أخبرني أبو الفضل الكاتب و هو ابن خالة أبي عمرو
الطّوسيّ قال:
كنت مقيما بالجبل [5] فمرّ
بي أبو الأسد الشاعر الشّيبانيّ، فأنزلته عندي أياما، و سألته عن خبره فقال:
صادفت شاهين بن عيسى ابن
أخي أبي دلف، فما احتبسني و لا برّني و لا عرض عليّ المقام عنده، و قد حضرني فيه
أبيات فأكتبها، ثم أنشدني:
/ ثم قال: لأمزّقنّه كلّ ممزّق، و لأصيرنّ إلى أبي دلف
فلأنشدنّه. و مضى من فوره يريد أبا دلف، فلم يصل إليه، حتى بلغ أبا دلف الشعر،
فشقّ عليه و غمّه. و أتاه أبو الأسد فدخل عليه، فسأله عن قصّته مع شاهين، فأخبره
بها؛ فقال: هبه لي. قال: قد فعلت. و أمر له بعشرة آلاف درهم، فأمسك عنه.
قال أبو الفرج: هذا البيت
الأخير لبشّار كان عرض له فقال: