responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 316

/

عهد الشّباب لقد أبقيت لي حزنا

ما جدّ ذكرك إلّا جدّ لي ثكل [1]

إنّ الشباب إذا ما حلّ رائده‌

في منهل راد يقفو إثره أجل [2]

بكاؤه الشيب أيضا

قال ابن الوشّاء خاصّة: و ما أساء [3] و لا قصّر عن الأولى، حيث يقول في هذا المعنى:

أبكي الشّباب لندمان و غانية

و للمغاني و للأطلال و الكثب [4]

و للصّريح و للآجام في غلس‌

و للقنا السّمر و الهنديّة القضب [5]

و للخيال الّذي قد كان يطرقني‌

و للنّدامى و للذّات و الطّرب [6]

يا صاحبا لم يدع فقدي له جلدا

أضعت بعدك إنّ الدهر ذو عقب [7]

و قد أكون، و شعبانا معا، رجلا

يوم الكريهة فرّاجا عن الكرب [8]

هجاؤه ابن حميد

أخبرني ابن عمّار عن العنزيّ قال:

كان محمّد بن حازم الباهليّ مدح بعض بني حميد فلم يثبه، و جعل يفتش شعره فيعيب فيه الشي‌ء بعد الشي‌ء، و بلغه ذلك فهجاه هجاء كثيرا شنيعا، منه قوله:

/

عدوّاك المكارم و الكرام‌

و خلّك دون خلّتك اللّئام [9]

و نفسك نفس كلب عند زور

و عقبى زائر الكلب التدام [10]

تهرّ على الجليس بلا احترام‌

لتحشمه إذا حضر الطّعام [11]

/ إذا ما كانت الهمم المعالي‌

فهمّك ما يكون به الملام‌


[1] في الأصول «نكل» بالنون و هو تصحيف.

[2] الرائد: المرسل في طلب الكلأ. و رادت الدابة ترود: رعت.

[3] في الأصول «و لا قصد» و هو تحريف. و قوله «عن الأولى» أي عن القصيدة الأولى السابقة.

[4] المغاني: جمع مغنى، و هو المنزل.

[5] الصريخ: المستغيث. و الآجام: جمع أجمة، و هي الشجر الكثير الملتف، أي و للصيد و القنص. و الغلس: ظلمة آخر الليل، و القنا:

الرماح. و الهندية: أي السيوف الهندية. و القضب: القاطعة.

[6] عدّد في الأبيات الثلاثة الأسباب الّتي من أجلها يبكي الشباب، و هي مظاهر الحياة و النشاط و القوة و المتعة.

[7] عقب: جمع عقبة بالضم، و هي النوبة.

[8] الكريهة: الحرب أو الشدة في الحرب، و النازلة.

[9] الخلة: الصديق للذكر و الأنثى و الواحد و الجمع.

[10] الزور: الزائر. الالتدام في الأصل: ضرب النساء صدورهنّ و وجوههن في النياحة.

[11] هرير الكلب: صوته، و هو دون النباح. و الحشمة بالكسر و الضم: أن يجلس إليك الرجل فتؤذيه و تسمعه ما يكره، حشمه كضرب و نصر و أحشمه. و حشمه و أحشمه أيضا: أخجله؛ يقال للمنقبض عن الطعام: ما الّذي حشمك أو أحشمك، من الحشمة بالكسر و هي الاستحياء و الانقباض؛ و حشمه و أحشمه كذلك: أغضبه. و في ج «لتجمشه» بالجيم و هو خطأ، و يصح أن يكون «لتحشمه» بالحاء، يقال حمشه و أحمشه إذا أغضبه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست