قال: و إنّما نسبه إلى
الرّوم لأنه كان أحمر. فيقال: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نهاه عن هذا القول
في قيس، و قال: إن إسماعيل بن إبراهيم- صلّى اللّه عليهما و سلّم- كان أحمر.
فأجابه قيس بن/ عاصم فقال:
و ذكر علّان أنّ قيسا
ارتدّ بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم عن الإسلام، و آمن بسجاح، و كان مؤذّنها،
و قال في ذلك:
أضحت نبيّتنا أنثى
نطيف بها
و أصبحت أنبياء اللّه ذكرانا
قال: ثم لمّا تزوّجت سجاح
بمسيلمة الكذّاب الحنفيّ و آمنت به آمن به قيس معها. فلمّا غزا خالد بن الوليد
اليمامة و قتل اللّه مسيلمة أخذ قيس بن عاصم أسيرا، فادّعى عنده أنّ مسيلمة أخذ
ابنا له، فجاء يطلبه. فأحلفه خالد على ذلك، فحلف فخلّى سبيله، و نجا منه بذلك.
قصته مع عبادة بن مرثد
قال: و مما يعيّرون به أنّ
عبادة بن مرثد بن عمرو بن مرثد أسر قيس بن عاصم و سبى أمّه و أختيه يوم أبرق
الكبريت [4]، ثم منّ عليهم فأطلقهم بغير فداء، فلم يثبه قيس و لم يشكره على فعله
بقول يبلغه. فقال عبادة في ذلك:
و كان زيد الخيل الطائيّ
خرج عن قومه و جاور بني منقر، فأغارت عليهم بنو عجل و زيد فيهم، فأعانهم و قاتل
بني عجل قتالا شديدا، و أبلى بلاء حسنا، حتى انهزمت عجل؛ فكفر قيس فعله و قال: ما
هزمهم غيري. فقال زيد