أخبرني الحسن
بن عليّ و عمّي قالا حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني أبو الشّبل قال:
كان محمّد بن
يسير صديقا لداود [1] بن أحمد بن أبي دواد كثير الغشيان له ففقده أهله أيّاما و
طلبوه فلم يجدوه، و كان مع أصحاب له قد خرجوا يتنزّهون فجاءوا إلى داود بن أحمد
يسألونه عنه، فقال لهم: اطلبوه في منزل «حسن» المغنّية فإن وجدتموه و إلا فهو في
حبس أبي شجاع صاحب شرطة «خمار» التركي. فلما كان بعد أيام جاءه ابن يسير فقال له:
إيه [2] أيها القاضي، كيف دللت عليّ أهلي؟ قال: كما بلغك، و قد قلت في ذلك أبياتا.
قال: أو فعلت
ذلك أيضا؟ زدني من برّك، هات، أيش [3] قلت؟ فأنشده:
قال: فجعل ابن
يسير يضحك و يقول: أيّها القاضي لو غيرك يقول لي هذا لعرف خبره. ثم لم يبرح ابن
يسير حتى أعطاه داود مائتي درهم و خلع عليه خلعة من ثيابه.
أبيات له في
الحكم
أخبرني عمّي
قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني عليّ بن القاسم طارمة قال: كنت مع المعتصم
لمّا غزا الروم، فجاء بعض سراياه [6] بخبر عمّه [7]، فركب من فوره و سار أجدّ سير
و أنا أسايره، فسمع منشدا يتمثّل في عسكره:
[3] جاء في
كتاب «معاني القرآن للفراء» (نسخة خطية محفوظة بدار الكتب المصرية): «و مما كثر في
كلام العرب فحذفوا منه أكثر من ذا (يشير إلى حذف الألف من بسم اللّه) قولهم: أيش
عندك، فحذفوا إعراب «أي» و إحدى ياءيه، و حذفت الهمزة من «شيء» و كسرت الشين». و
جاء في «المصباح المنير» في مادة شيأ، «و قالوا: أي شيء، ثم خففت الياء و حذفت
الهمزة تخفيفا و جعلا كلمة واحدة فقيل: أيش، قاله الفارابي» و جاء في «شفاء
الغليل» ص 15: «أيش: بمعنى أي شيء خفف منه، نص عليه ابن السيد في شرح أدب الكاتب،
و صرحوا لأنه سمع من العرب» و فيه أيضا: «قال السهيلي: و أيش في معنى أي شيء، كما
يقال و يلمه في معنى ويل لأمه، على الحذف لكثرة الاستعمال.» أقول: و قد جاء في
«الأغاني» (ج 2: ص 36 من هذه الطبعة) قال مجنون ليلى: