responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 279

قصته مع داود بن أحمد بن أبي دواد

أخبرني الحسن بن عليّ و عمّي قالا حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني أبو الشّبل قال:

كان محمّد بن يسير صديقا لداود [1] بن أحمد بن أبي دواد كثير الغشيان له ففقده أهله أيّاما و طلبوه فلم يجدوه، و كان مع أصحاب له قد خرجوا يتنزّهون فجاءوا إلى داود بن أحمد يسألونه عنه، فقال لهم: اطلبوه في منزل «حسن» المغنّية فإن وجدتموه و إلا فهو في حبس أبي شجاع صاحب شرطة «خمار» التركي. فلما كان بعد أيام جاءه ابن يسير فقال له: إيه [2] أيها القاضي، كيف دللت عليّ أهلي؟ قال: كما بلغك، و قد قلت في ذلك أبياتا.

قال: أو فعلت ذلك أيضا؟ زدني من برّك، هات، أيش [3] قلت؟ فأنشده:

و مرسلة توجّه كلّ يوم‌

إليّ و ما دعا للصبح داعي‌

تسائلني و قد فقدوه حتّى‌

أرادوا بعده قسم المتاع‌

/ إذا لم تلقه في بيت «حسن»

مقيما للشّراب و للسّماع‌

و لم ير في طريقي بني سدوس‌

يخطّ الأرض منه بالكراع [4]

يدقّ [5] حزونها بالوجه طورا

و طورا باليدين و بالذّراع‌

فقد أعياك مطلبه و أمسى‌

(فلا تغلط) حبيس أبي شجاع‌

قال: فجعل ابن يسير يضحك و يقول: أيّها القاضي لو غيرك يقول لي هذا لعرف خبره. ثم لم يبرح ابن يسير حتى أعطاه داود مائتي درهم و خلع عليه خلعة من ثيابه.

أبيات له في الحكم‌

أخبرني عمّي قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني عليّ بن القاسم طارمة قال: كنت مع المعتصم لمّا غزا الروم، فجاء بعض سراياه [6] بخبر عمّه [7]، فركب من فوره و سار أجدّ سير و أنا أسايره، فسمع منشدا يتمثّل في عسكره:


[1] لعله «دواد» اسم جده.

[2] إيه: كلمة استزادة و استنطاق.

[3] جاء في كتاب «معاني القرآن للفراء» (نسخة خطية محفوظة بدار الكتب المصرية): «و مما كثر في كلام العرب فحذفوا منه أكثر من ذا (يشير إلى حذف الألف من بسم اللّه) قولهم: أيش عندك، فحذفوا إعراب «أي» و إحدى ياءيه، و حذفت الهمزة من «شي‌ء» و كسرت الشين». و جاء في «المصباح المنير» في مادة شيأ، «و قالوا: أي شي‌ء، ثم خففت الياء و حذفت الهمزة تخفيفا و جعلا كلمة واحدة فقيل: أيش، قاله الفارابي» و جاء في «شفاء الغليل» ص 15: «أيش: بمعنى أي شي‌ء خفف منه، نص عليه ابن السيد في شرح أدب الكاتب، و صرحوا لأنه سمع من العرب» و فيه أيضا: «قال السهيلي: و أيش في معنى أي شي‌ء، كما يقال و يلمه في معنى ويل لأمه، على الحذف لكثرة الاستعمال.» أقول: و قد جاء في «الأغاني» (ج 2: ص 36 من هذه الطبعة) قال مجنون ليلى:

قالت جننت على أيش فقلت لها

الحب أعظم مما بالمجانين‌

الحب ليس يفيق الدهر صاحبه‌

و إنما يصرع المجنون في الحين‌

[4] الكراع من الإنسان: ما دون الركبة إلى الكعب.

[5] في الأصول: «يدف» بالفاء، تصحيف.

[6] سرايا: جمع سرية كقضية، و هي قطعة من الجيش، من خمسة أنفس إلى ثلاثمائة أو أربعمائة.

[7] هو إبراهيم بن المهدي، و خبره هو خروجه على المأمون.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست