محمّد بن يسير
[1] الرّياشي، يقال إنه مولى لبني رياش الذين منهم العباس بن الفرج الرّياشي
الأخباري الأديب، و يقال إنه منهم صلبية. و بنو رياش يذكرون أنهم من خثعم، و لهم
بالبصرة [2] خطّة و هم معروفون بها، و كان محمّد بن يسير هذا شاعرا ظريفا من شعراء
المحدثين، متقلّل، لم يفارق البصرة، و لا وفد إلى خليفة و لا شريف منتجعا، و لا
تجاوز بلده، و صحبته طبقته، و كان ماجنا هجّاء خبيثا.
قصته مع والي
البصرة
أخبرني عمي
الحسن بن محمّد قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني عليّ بن القاسم بن عليّ بن
سليمان طارمة [3] قال:
بعث إليّ محمّد
بن أيّوب بن سليمان بن جعفر بن سليمان- و هو يتولّى البصرة حينئذ- في ليلة صبيحتها
يوم سبت، فدخلت إليه و قد بقي من الليل ثلثه/ أو أكثر [4]. فقلت له: أنمت و انتبهت
أم لم تنم بعد؟ فقال:
قد قضيت حاجتي
من النوم، و أريد أن أصطبح [5] و أبتدئ الساعة بالشرب، و أصل ليلتي بيومي [6]
محتجبا عن الناس، و عندي محمّد بن رباح، و قد وجّهت إلى إبراهيم بن رياش، و حضرت
أنت، فمن ترى أن يكون خامسنا؟
قلت: محمّد بن
يسير. فقال: و اللّه ما عدوت ما في نفسي. فقال لي ابن رباح: اكتب إلى محمّد بن
يسير بيتين تدعوه فيهما و تصف له طبب هذا الوقت، و كان يوم غيم، و السماء تمطر
مطرا غير شديد و لا متتابع؛ فكتب إليه ابن رباح:
[1]
ورد اسم هذا الشاعر في نسخ «الأغاني» المطبوعة و المخطوطة. و في «الأمالي»، و في
«أشعار الحماسة شرح التبريزي» طبع أوربة و مصر «محمّد بن بشير»؛ و هو تصحيف- و قد
تكرر هذا الخطأ إلى آخر الترجمة- و التصويب عن «الشعر و الشعراء» ص 560 طبع أوربة»
و يؤكد ذلك ما ورد في «القاموس» و «تاج العروس»، مادة يسر: «و أبو جعفر محمّد بن
يسير البصري شاعر، و هو القائل يرثي نفسه:
كأنه قد قيل في مجلس
قد كنت آتيه و أغشاه:
صار اليسيري إلى ربه
يرحمنا الله و إياه
و كذا أخوه
عليّ شاعر أيضا ذكرهما الذهبي» و قد جاء هذان البيتان في ترجمته في «الأغاني»- و
سيردان عليك بعد- فعلم أنه هو.
و قال فيه
ابن قتيبة في «الشعر و الشعراء»: «و كان في عصر أبي نواس و عمر بعده حينا» و قد
توفي أبو نواس 198 ه.