/ ثم ناصب الحصين بن الحمام البرج الحرب، فقتل
من أصحاب البرج عدّة و هزم، سائرهم،/ و استنقذ ما في أيديهم، و أسر البرج، ثم عرف
له حقّ ندامه و عشرته إياه فمنّ عليه و جزّ ناصيته و خلّى سبيله. فلما عاد البرج
إلى قومه و قد سبّه الحصين بما فعل بأخته لامهم و قال: أشعتم ما فعلت بأختي و
فضحتموني، ثم ركب رأسه و خرج من بين أظهرهم فلحق ببلاد الروم، فلم يعرف له خبر إلى
الآن.
و قال ابن
الكلبيّ: بل شرب الخمر صرفا حتى قتلته.
غارته على
بني عقيل و بني كعب و شعره في ذلك
أخبرني ابن
دريد قال: حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال:
جمع الحصين بن
الحمام جمعا من بني عديّ ثم أغار على بني عقيل و بني كعب فأثخن فيهم و استاق نعما
كثيرا و نساء، فأصاب أسماء بنت عمرو سيّد بني كعب فأطلقها و منّ عليها، و قال في
ذلك:
[1]
أنى لك الحرقات: أي من أين لك قرابتهم. عنّ الشيء عننا: ظهر أمامك و عرص. أي إن
ما عنّ لك في هذا الشأن بعيد و باطل.
[2] أثمه
تأثيما: قال له أثمت. الكفيل هنا: الّذي لا يثبت على ظهر الدابة (انظر «تاج
العروس») و من أمثال العرب: صمى صمام، و الخطاب للداهية. و صمام كقطام: الداهية
الشديدة. و صمى صمام أي زيدي يا داهية.
[3] العرض من
النهر و البحر: وسطه. مياه أسدام: متغيرة.
[4] كذا في
الأصول. و الأقلبة: جمع قليب و هي البئر. و الأخصام: جمع خصم بالضم. و خصم كل
شيء: طرفه و جانبه. و لعل صوابه:
أوردك أقلبة إذا ما خلتها الخ
و المعنى على
ذلك: أوردك أقلبة خبيئة الأخصام إذا ما ظننتها سهلة الاستقاء غير شاقة كالمخاضة
الّتي تخوضها القعود بسهولة، أو لعل صوابه «أوردك أقلبة أجاجا ماؤها: خوص القعور
...» و خوص (بالضم) جمع خوصاء، و بئر خوصاء: بعيدة القعر لا يروي ماؤها الأنعام.
[5] بذمة: أي
بناقة ذمة أي مفرطة الهزال شبه الهالكة، فهي مذمومة لأجل ذلك؛ من قولهم: بئر ذمة
أي قليلة الماء مذمومة. العطل في الأصل: المرأة ليس عليها حلي، يريد أن الناقة ليس
عليها زمام، أو هو «علطا» كما جاء في بيت البرج بن الجلاس السابق.
[6] الخبر:
العلم بالشيء. و في ب، س: «كالعلام» و هو تحريف.
[7] كذا في
«مختار الأغاني الكبير» ج 3: ص 408 و في الأصول: «من بيت أمك» و هو تصحيف.