responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 254

سعد إخوة عذرة بن سعد، و كانوا حلفاء لبني صرمة بن مرّة و نزولا فيهم. و كان الحرقة [1] و هم بنو حميس بن عامر بن جهينة حلفاء لبني سهم بن مرّة، و كانوا قوما/ يرمون بالنّبل رميا سديدا [2]، فسمّوا الحرقة لشدّة قتالهم.

و كانوا نزولا في حلفائهم بني سهم بن مرّة. و كان في بني صرمة يهوديّ من أهل تيماء يقال له جهينة بن أبي حمل.

و كان في بني سهم يهوديّ من/ أهل وادي القرى يقال له غصين [3] بن حيّ، و كانا تاجرين في الخمر [4]. و كان بنو جوشن- أهل بيت من عبد اللّه بن غطفان- جيرانا لبني صرمة، و كان يتشاءم بهم ففقدوا منهم رجلا يقال له خصيلة [5] كان يقطع الطريق وحده. و كانت أخته و إخوته يسألون الناس عنه، و ينشدونه في كل مجلس و موسم.

فجلس ذات يوم أخ لذلك المفقود الجوشنيّ في بيت غصين بن حيّ جار بني سهم يبتاع خمرا، فبينما هو يشتري [6] إذ مرّت أخت المفقود تسأل عن أخيها خصيلة، فقال غصين [7]:

تسائل عن أخيها كلّ ركب‌

و عند جهينة الخبر اليقين‌

فأرسلها مثلا [8]، يعني بجهينة نفسه. فحفظ الجوشنيّ هذا البيت، ثم أتاه من الغد فقال له: نشدتك اللّه و دينك هل تعلم لأخي علما؟ فقال له: لا و ديني لا أعلم. فلما مضى أخو المفقود تمثّل:

/

لعمرك ما ضلّت ضلال ابن جوشن‌

حصاة بليل ألقيت وسط جندل‌

- أراد أن تلك الحصاة يجوز أن توجد، و أن هذا لا يوجد أبدا- فلما سمع الجوشنيّ ذلك تركه، حتى إذا أمسى أتاه فقتله. و قال الجوشني:

طعنت و قد كاد الظلام يجنّني‌

غصين بن حيّ في جوار بني سهم [9]

فأتي حصين بن الحمام [10] فقيل له: إنّ جارك غصينا اليهوديّ قد قتله ابن [11] جوشن جار بني صرمة. فقال حصين:


[1] اختلف اللغويون في ضبطه: فضبط بضم فسكون، و بضمتين، و بضم ففتح (انظر «تاج العروس»).

[2] في الأصول «شديدا»، و الصواب «سديدا»؛ كما في «مختار الأغاني الكبير» ج 3 ص 403.

[3] في ب، س «حصين» و الصواب غصين كما في ج و «مختار الأغاني الكبير» ج 3: ص 404 و «لسان العرب» مادة جفن، و قد تكرر هذا الاسم بعد محرفا.

[4] كذا في ج. و في ب، س: «و كان تاجرا في الخمر».

[5] في ب، س «حصين».

[6] في ج و «مختار الأغاني». «فبينما هما يشربان».

[7] في ب، س: «جهينة» و هو تحريف.

[8] ورد في «مجمع الأمثال» للميداني (1: 394) في شرح هذا المثل ما ملخصه: أن حصين بن سبيع الغطفاني خرج مع الأخنس بن كعب الجهني و تعاقدا على السلب و النهب، و كلاهما فاتك يحذر صاحبه. و كان من أمرهما أن طلبا رجلا من لخم ليسلباه، فوجداه نازلا في ظل شجرة و قدامه طعام و شراب فنزلا به و أكلا و شربا معه. ثم إن الجهني ذهب لبعض شأنه، فرجع فرأى الحصين قد فتك باللخمي. و أراد الحصين بعد ذلك أن يتغفل صاحبه الجهني ليقتله، و لكنه فطن لما يراد به، فبادره بقتله، و احتوى على متاعه و متاع اللخمي، و انصرف راجعا إلى قومه، فإذا هو بامرأة تنشد الحصين بن سبيع، فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا صخرة امرأة الحصين، قال: أنا قتلته. فقالت: كذبت، ما مثلك يقتل مثله، أما لو لم يكن الحي خلوا ما تكلمت بهذا. ثم قال في ذلك أبياتا منها:

تسائل عن حصين كل ركب‌

و عند جهينة الخبر اليقين‌

اقرأ هذا الخبر أيضا و شرح المثل المذكور في «لسان العرب» مادة جفن، و فيه أنه يروى «حفينة» بالحاء، و يروى «جفينة» بالجيم.

[9] في الأصول و «مختار الأغاني»: «ظعنت» و هو تصحيف. و أجنه: ستره.

[10] في الأصول: «فقال له» و التصويب من «مختار الأغاني الكبير».

[11] في الأصول: «أبو جوشن» و التصحيح عن «مختار الأغاني».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست