responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 13  صفحه : 77

إن الصّبابة لم تدع‌

منّي سوى عظم مبريّ [1]

و مدامع عبرى على‌

كبد عليك الدّهر حرّى [2]

- في هذين البيتين غناء- أو يقال: إنه متكلّف؟ و هو الّذي يقول:

فلو كان للشكر شخص يبين‌

إذا ما تأمّله النّاظر

لمثّلته لك حتّى تراه‌

لتعلم أنّي امرؤ شاكر

رذاذ يضع لحنا

الغناء في هذين البيتين لأبي العبيس، ثقيل أوّل، و لرذاذ خفيف ثقيل. فحدّثني أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب النوبجيّ عن أبي الحسن عليّ بن العباس و غيره من أهله قالوا: لما صنع رذاذ لحنه في هذا الشعر:

فلو كان للشّكر شخص يبين‌

أبو العبيس يسقط لحن رذاذ

فتن به الناس، و كان هجّيراهم زمانا [3]، حتى صنع أبو العبيس فيه الثّقيل الأول، فأسقط لحن رذاذ و غلب عليه.

أخبرني إبراهيم بن أيوب، عن عبد اللّه بن مسلم، و أخبرني علي بن سليمان الأخفش، عن محمّد بن يزيد، قالوا جميعا:

المأمون يكتب في إشخاص العتابيّ‌

كتب المأمون في إشخاص كلثوم بن عمرو العتابي، فلما دخل عليه قال له: يا كلثوم، بلغتني وفاتك فساءتني، ثم بلغتني وفادتك فسرّتني. فقال له العتابي: يا أمير المؤمنين، لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لوسعتاها فضلا و إنعاما، و قد خصصتني منهما بما لا يتّسع له أمنية، و لا يبسط لسواه أمل، لأنه لا دين إلّا بك، و لا دنيا إلا معك. فقال له: سلني. فقال: يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسّؤال. فوصله صلات سنية، و بلغ به من التقديم و الإكرام أعلى محلّ.

و ذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد اللّه بن أبي سعد الكراني، أنّ عبد اللّه بن سعيد بن زرارة، حدّثه عن محمّد بن إبراهيم اليساري، قال:

المأمون يداعب العتابي‌

لما قدم العتّابي مدينة السلام على المأمون، أذن له، فدخل عليه و عنده إسحاق بن إبراهيم الموصلي، و كان العتّابي شيخا جليلا نبيلا، فسلّم فردّ عليه و أدناه، و قرّبه حتّى قرب منه، فقبّل يده: ثم أمره بالجلوس فجلس، و أقبل عليه يسائله عن حاله، و هو يجيبه بلسان ذلق طلق، فاستظرف المأمون ذلك، و أقبل عليه بالمداعبة و المزاح، فظنّ الشّيخ أنّه استخفّ به، فقال: يا أمير المؤمنين: الإيناس قبل الإبساس [4].


[1] المبرى: المهزول المنحوت.

[2] الحرّى: المحترقة.

[3] هجيراهم بكسر الأوّل و الثاني مع تشديده: دأبهم و شأنهم.

[4] الإبساس: أن يمسح ضرع الناقة يسكنها لتدر. و المراد الاطمئنان قبل المداعبة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 13  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست