هو كلثوم بن
عمرو بن أيوب بن عبيد بن حبيش بن أوس بن مسعود بن عمرو بن كلثوم الشاعر، و هو ابن
مالك عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. شاعر
مترسّل بليغ مطبوع، متصرّف في فنون الشّعر و مقدّم. من شعراء الدولة العباسية، و
منصور النّمريّ تلميذه و راويته، و كان منقطعا إلى البرامكة، فوصفوه للرّشيد، و
وصلوه به، فبلغ عنده كلّ مبلغ، و عظمت فوائده منه، ثم فسدت الحال بينه و بين منصور
و تباعدت. و أخبار ذلك تذكر في مواضعها.
و أخبرني الحسن
بن علي، قال: حدّثني القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني جعفر بن المفضّل، عن رجل من
ولد إبراهيم الحرّاني [1]، قال: كثر الشّعراء بباب المأمون، فأوذن بهم، فقال لعليّ
بن صالح صاحب المصلّى:
أعرضهم، فمن
كان منهم مجيدا فأوصله إليّ، و من كان غير مجيد فاصرفه. و صادف ذلك شغلا من عليّ
بن صالح كان يريد أن يتشاغل به عن أمر نفسه، فقام مغضبا، و قال: و اللّه لأعمّنّهم
بالحرمان، ثم جلس لهم، و دعا بهم فجعلوا يتغالبون [2] على القرب منه، فقال لهم:
على رسلكم فإنّ المدى أقرب من ذلك، هل فيكم من يحسن أن يقول كما قال أخوكم
العتابيّ:
ما ذا عسى مادح
يثني عليك و قد
ناداك في الوحي
تقديس و تطهير
فتّ الممادح إلّا
أنّ ألسننا
مستنطقات بما تحوى
الضّمائير
/ قالوا: لا و اللّه ما بنا أحد يحسن أن يقول
مثل هذا، قال: فانصرفوا جميعا.
قيل في شعر
العتابيّ تكلف و نفاه آخرون
/ أخبرني
الحسن، قال: حدّثنا ابن مهرويه، قال: حدّثني أبو بكر أحمد بن سهل، قال: تذاكرنا
شعر العتّابيّ، فقال بعضنا: فيه تكلّف، و نصره بعضنا، فقال شيخ حاضر: ويحكم أ يقال
إن في شعره تكلفا؟ و هو القائل:
[1]
حران: مدينة عظيمة مشهورة بينها و بين الرها يوم، و بين الرقة يومان، على طريق
الموصل و الشام. و قيل إنها أول مدينة بنيت على الأرض بعد الطوفان. و حراني: منسوب
إليها، و يقال حراني على غير قياس.