أجرّعك صابا و كان المرا
ر و الصاب قدما شرابا كريها
خبره مع معاوية بن صعصعة و شعره في ذلك
و قال خالد بن كلثوم:
كان معاوية بن صعصعة يلقى أبا الأسود كثيرا فيحادثه و يظهر له المودّة، و كانت تبلغه عنه قوارص فيذكرها له فيجحدها أو يحلف أنه لم يفعل، ثم يعاود ذلك، فقال فيه أبو الأسود:
و لي صاحب قد رابني أو ظلمته
كذلك ما الخصمان برّ و فاجر
و إني امرؤ عندي و عمدا أقوله
لآتي ما يأتي امرؤ و هو خابر
لسانان معسول عليه حلاوة
و آخر مسموم عليه الشّراشر [1]
فقلت و لم أبخل عليه نصيحتي
و للمرء ناه لا يلام و زاجر
إذا أنت حاولت البراءة فاجتنب
عواقب قول تعتريه المعاذر
فكم شاعر أرداه أن قال قائل
له في اعتراض القول إنك شاعر
عطفت عليه عطفة فتركته
لما كان يرضى قبلها و هو حاقر
/ بقافية حذّاء سهل رويّها
و للقول أبواب ترى و محاضر [2]
تعزّى بها من نومه و هو ناعس
- إذ انتصف الليل- المكلّ المسافر [3]
إذا ما قضاها عاد فيها كأنه
للذته سكران أو متساكر
شعره في عبد اللّه بن عامر و كان مكرما له ثم جفاه لتشيعه
أخبرني عمي قال حدّثنا الكراني قال حدّثني العمريّ عن العتبيّ قال:
كان عبد اللّه بن عامر مكرما لأبي الأسود ثم جفاه لما كان عليه من التشيع فقال فيه أبو الأسود:
أ لم تر ما بيني و بين ابن عامر
من الودّ قد بالت عليه الثعالب
و أصبح باقي الودّ بيني و بينه
كأن لم يكن، و الدهر فيه عجائب
إذا المرء لم يحببك إلا تكرّها
بدا لك من أخلاقه ما يغالب
فللنأي خير من مقام على أذى
و لا خير فيما يستقل المعاتب
قصته مع زوجتيه القشيرية و القيسية و شعره في ذلك
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا عبيد اللّه بن محمد قال حدّثنا ابن النطاح قال ذكر الحرمازيّ عن رجل من بني الديل قال:
[2] حذاء: سيارة أو منقحة لا يتعلق بها عيب.
[3] أكله: أتعبه.