كان
عليّ بن أبي طالب عليه السلام استعمل أبا/ الأسود على البصرة، و استكتب زياد بن
أبيه على الديوان و الخراج، فجعل زياد يسبع [1] أبا الأسود عند عليّ و يقع فيه و
يبغي عليه، فلما بلغ ذلك أبا الأسود عنه قال فيه:
قال: فلما
ادّعى معاوية زيادا و ولّاه العراق كان أبو الأسود يأتيه فيسأله حوائجه، فربما
قضاها و ربما منعها لما يعلمه من رأيه و هواه في عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و
ما كان بينهما في تلك الأيام و هما عاملان، فكان أبو الأسود يترضّاه و يداريه ما
استطاع و يقول في ذلك:
رايت زيادا صدّ عنّي وجهه
و لم يك مردودا عن الخير سائله
ينفّذ حاجات الرجال، و حاجتي
كداء الجوى في جوفه لا يزايله
فلا أناس ناس ما نسيت فآيس
و لا أنا راء ما رأيت ففاعله
و في اليأس حزم للّبيب و راحة
من الأمر لا ينسى و لا المرء نائله
أكرمه عبد
الرحمن بن أبي بكرة و أفضل عليه فقال يمدحه
و قال
المدائنيّ: نظر عبد الرحمن بن أبي بكرة [5] إلى أبي الأسود في حال رثّة فبعث إليه
بدنانير و ثياب، و سأله