responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 491

كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام استعمل أبا/ الأسود على البصرة، و استكتب زياد بن أبيه على الديوان و الخراج، فجعل زياد يسبع [1] أبا الأسود عند عليّ و يقع فيه و يبغي عليه، فلما بلغ ذلك أبا الأسود عنه قال فيه:

رأيت زيادا ينتحيني بشرّه‌

و أعرض عنه و هو باد مقاتله‌

و كل امرئ، و اللّه بالناس عالم‌

له عادة قامت عليها شمائله‌

تعوّدها فيما مضى من شبابه‌

كذلك يدعو كلّ أمر أوائله‌

و يعجبه صفحي له و تجمّلي‌

و ذو الجهل يحذو [2] الجهل من لا يعاجله‌

فقلت له دعني و شأني إننا

كلانا عليه معمل [3] هو عامله‌

فلولا الذي قد يرتجى من رجائه‌

لجرّبت مني بعض ما أنت جاهله‌

لجرّبت أنّي أمنح الغنيّ من غوى‌

عليّ و أجزي ما جزى و أطاوله‌

/ و قال لزياد أيضا في ذلك:

نبّئت أن زيادا ظلّ يشتمني‌

و القول يكتب عند اللّه و العمل‌

و قد لقيت زيادا ثم قلت له‌

و قبل ذلك ما خبّت به الرسل [4]

حتّام تسرقني في كل مجمعة

عرضي، و أنت إذا ما شئت منتفل‌

كل امرئ صائر يوما لشيمته‌

في كل منزلة يبلى بها الرجل‌

قال: فلما ادّعى معاوية زيادا و ولّاه العراق كان أبو الأسود يأتيه فيسأله حوائجه، فربما قضاها و ربما منعها لما يعلمه من رأيه و هواه في عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و ما كان بينهما في تلك الأيام و هما عاملان، فكان أبو الأسود يترضّاه و يداريه ما استطاع و يقول في ذلك:

رايت زيادا صدّ عنّي وجهه‌

و لم يك مردودا عن الخير سائله‌

ينفّذ حاجات الرجال، و حاجتي‌

كداء الجوى في جوفه لا يزايله‌

فلا أناس ناس ما نسيت فآيس‌

و لا أنا راء ما رأيت ففاعله‌

و في اليأس حزم للّبيب و راحة

من الأمر لا ينسى و لا المرء نائله‌

أكرمه عبد الرحمن بن أبي بكرة و أفضل عليه فقال يمدحه‌

و قال المدائنيّ: نظر عبد الرحمن بن أبي بكرة [5] إلى أبي الأسود في حال رثّة فبعث إليه بدنانير و ثياب، و سأله‌


[1] سبعه: شتمه و وقع فيه.

[2] حذاه: أعطاه.

[3] معمل: عمل.

[4] خبت: سارت.

[5] أبو بكرة: هو أخو زياد لأمّه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست